للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قيل: هو في الدنيا (١). وقيل: هو في الآخرة (٢).

وقيل: عذاب الدنيا وعذاب الآخرة (٣).

وقيل: جعل العذاب ضعفين كما جعل الأجر مرتين (٤).

قال أبو عبيدة: " ضعفين ثلاثة أعذبةٍ" (٥)، وأنكره الزجاج، وقطرب، وغيرهما من المفسرين وقالوا: ضعف الشيء مثله، ولا يكون أن يعطي على الطاعة أجرين وعلى المعصية ثلاثه أعذبة (٦).

ومحتمل أن أبا عبيدة لم يقل ثلاثة أعذبة من حيث رد عليه المفسرون لأن ذلك في غاية البعد، فإن الضِّعْفَ الواحد ينبئ حينئذ عن واحدٍ ونصفٍ ضرورة، وهذا لايقوله أحد بل من وجه آخر وهو: أن الدرهم إذا ضاعفته مرة صار درهمين، وإذا ضاعفته مرتين صار ثلاثة دراهم، فصار معنى قوله {يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ} يجعل لها العذاب ومثيله.

وما ذهب إليه بعض الفقهاء أن الرجل إذا قال: أَوْصَيت لزيد بضعف نصيب عمرو، ونصيب عمرو درهم يلزمه درهمان، ثم إن قال: (٧) بضعفي نصيب عمرو قال: تلزمه ثلاثة دراهم (٨) إستدلالاً بقول أبي عبيدة فشيئ لاوجه له في العربية، لأن أبا عبيدة ذهب إلى ذلك (٩) لوجود لفظ التضعيف أو المضاعفة وليس كذلك الوصية. والله أعلم.

{وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا} أي: تضعيف العذاب على الله سهل. وقيل: {يَسِيرًا} أي: لااعتراض عليه.


(١) قاله مقاتل.
انظر: النكت والعيون (٤/ ٣٩٧).
(٢) قاله مقاتل.
انظر: المصدر السابق (٤/ ٣٩٧).
(٣) قاله قتادة.
انظر: النكت والعيون (٤/ ٣٩٧).
(٤) انظر: زاد المسير (٦/ ٣٧٨).
(٥) انظر: مجاز القرآن لأبي عبيدة (٢/ ١٣٦).
(٦) انظر: معاني القرآن للزجاج (٤/ ١٧٠)، معاني القرآن للنحاس (٥/ ٣٤٤).
(٧) في ب "ثم وإن قال".
(٨) في ب "يلزمه ثلاثة دراهم".
(٩) في أ "ذهب على ذلك".

<<  <   >  >>