للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ (٩٠)} وقيل: أراد نجوم السماء في الليل، وكانت الحمى تأخذه بعداد (١) فرأى أمارات ذلك في ذلك الوقت (٢) {فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ (٨٩)} أي: محموم (٣).

وقيل: هذا كما يقال: فلأن ينظر في الطب والأدب أي: يعرفهما، فيكون {فِي} بمعنى (إلى) (٤).

وقيل: نظره في النجوم ما حكى الله عنه في قوله {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا} الآيات [الأنعام: ٧٦ - ٧٩].

وقوله {إِنِّي سَقِيمٌ (٨٩)} إذ لست على يقين من الأمر ولا شفاء لأن العلم شفاء والجهل سقم وداء، فعلى هذا قوله (٥) {فَتَوَلَّوْا} عطف على قوله {فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (٨٧)}.

وقيل: المراد بالنجوم النبات، أي: فنظر فيها متخيرًا منها (٦) ما فيه شفاء لسقم أَوْهَمَهُم أن به ذلك (٧).


(١) في ب: "يأخذه لعداد".
(٢) في أ: "فرأى أمارات ذلك الوقت".
(٣) حكاه الماوردي في النكت والعيون (٥/ ٥٦).
(٤) وهذا القول ضعفه ابن قتيبة في تأويل مشكل القرآن (٣٣٥)، لأن المراد أنه نظر في حسابها، وأنه أوهمهم أنه يعلم منها ما يعلمون، ويعرف في الأمور من حيث يتعرفون.
(٥) في ب: "فعلى قوله"، بغير "هذا".
(٦) في أ: "أراد بالنجوم النبات أي: فنظر فيها متخيراً فيها".
(٧) لم أقف عليه، وهو مخالف لظاهر الآية وأن إبراهيم إنما نظر في النجوم التي في السماء لا في النبات.

<<  <   >  >>