للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقيل: استسلما لأمر الله (١).

{وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (١٠٣)} صرعه على جبينه، والجبين: أحد جانبي الجبهة.

وقيل: كَبَّهُ على وجهه؛ لأن الذبيح قال له: اذبحني وأنا ساجد ولا تنظر إلى وجهي فعسى أن ترحمني فلا تذبحني (٢).

{وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (١٠٤) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا} أي: عَمِلْتَ بما رأيت في المنام، أي: صَدَقْتَ الأمر في رؤياك، وهذا دليل على أنه لم يكن مأمورًا بأكثر مما وُجِدَ منه وهو الاضطجاع على الجنب والتَّل على الجبين.

وقيل: كان مأمورًا بذبح الولد بشرط التخلية والتمكين فلم يمكن لأنه أمرَّ السكين على حلقه فانقلب، وأراد أن يطعنه به فانثنى (٣).

وقيل: جعل الله على حلقه صفحة من نحاس (٤).

وقيل: كان يقطع فيلتئم، وهذا ضعيف لأن الفِدَاء وقع لعدم الذبح (٥).

وقيل: رؤيا الأنبياء تنقسم قسمين:

رؤيا تقع على ما رأى كما رأى النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه يدخل المسجد الحرام فكان كما رأى لقوله {لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ} [الفتح: ٢٧].


(١) قاله السدي.
انظر: النكت والعيون (٥/ ٦١).
(٢) قاله مجاهد.
جامع البيان لابن جرير (١٩/ ٥٨٥)، بحر العلوم للسمرقندي (٣/ ١٢١).
(٣) حكاه في النكت والعيون (٥/ ٦١).
(٤) قاله السدي.
انظر: الوسيط للواحدي (٣/ ٥٣٠).
(٥) لم أقف عليه، والله أعلم.

<<  <   >  >>