للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (٣٥)} من العقل والرأي والصبر، وقيل: الحظ العظيم: الجنَّة (١).

{وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ} وسوسة وغضب، ودعاك إلى مقابلة القبيح بالقبيح فاستعذ بالله (٢).

والنَّزغ: القول الفاسد (٣)، وقيل: تحريك إلى الشَّر.

ابن عيسى: " الفحش إلى ما يدعوا إلى الفساد " (٤).

{فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ} اعتصم بالله {إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ} لاستعاذتك.

{الْعَلِيمُ (٣٦)} بنزع الشيطان (٥).

وقيل: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ} في إمهالي إيَّاهم، وترك استئصالي شأفتهم (٦) فاستعذ بالله.

{وَمِنْ آَيَاتِهِ} آيات قدرته ودلالات وحدانيته.


(١) انظر: جامع البيان (٢٤/ ١٢٠)، معاني القرآن؛ للنَّحاس (٦/ ٢٧٠)، النُّكَت والعُيُون (٥/ ١٨٢)، الوجيز للواحدي (٢/ ٩٥٦)، تفسير السمعاني (٥/ ٥٣)، غرائب التفسير (٢/ ١٠٤٤).
(٢) انظر: جامع البيان (٢٤/ ١٢٠)، غريب القرآن؛ للسِّجستاني (ص: ٥٠٨)، النُّكَت والعُيُون (٥/ ١٨٣)، تفسير السمعاني (٥/ ٥٣).
(٣) انظر: كتاب العين (٤/ ٣٨٤)، مادة " نَزَغَ "، لسان العرب (٨/ ٤٥٤) مادة " نَزَغَ ".
(٤) انظر: لم أقف عليه.
(٥) والأولى عدم قصر صفة السمع على الاستعاذة، والعلم بنزغ الشيطان، وهو ما ذهب إليه الإمام ابن جرير إذ يقول: " إن الله هو السميع لاستعاذتك منه، واستجارتك به من نزغاته، ولغير ذلك من كلامك وكلام غيرك، العليم بما ألقى في نفسك من نزغاته، وحدَّثتك به نفسك، ومما يذهب ذلك من قبلك، وغير ذلك من أمورك وأمور خلقه " [جامع البيان (٢٤/ ١٢٠)].
(٦) الشَّأفَةُ: القُرْحَةُ تَخْرُجُ بِالقَدمِ فَتُكْوَى فَتَذْهَبُ، ويُقَالُ: اسْتَأْصَلْنَا شأفَتَهُمُ إذا حُسِمَ الأمْرُ من أَصْلِهِ، واسْتأْصَل الله شأْفَته أَي أَصلَه، والشأْفةُ: العداوةُ [انظر: غريب الحديث لابن الجوزي (١/ ٥١٣)، لسان العرب ... (٩/ ١٦٧)، مادة " شَأَفَ "].

<<  <   >  >>