(٢) النَّسطورية: طائفة من النصارى تقول: إن عيسى ابن الله، وقالوا: إن الله - تعالى - واحد، ذو أقانيم ثلاثة: الوجود، والعلم، والحياة؛ وهذه الأقانيم ليست زائدة على الذات، ولا هي هو. واتحدت الكلمة بجسد عيسى - عليه السلام -: لا على طريق الامتزاج؛ كما قالت الملكانية، ولا على طريق الظهور به؛ كما قالت اليعقوبية، ولكن؛ كإشراق الشمس في كوة على بلورة، وكظهور النقش في الشمع إذا طبع بالخاتم، وقيل سميت بذلك نسبة إلى نسطوريوس بطريك القسطنطينية في القرن الخامس الميلادي، وقال الشهرستاني هم أصحاب: نسطور الحكيم الذي ظهر في زمان المأمون، وتصرف في الأناجيل بحكم رأيه" قلت: وهذا القول بعيد. [انظر: جامع البيان (١٦/ ٨٤) الملل والنحل ... (٣/ ٢٤٩)، الموسوعة الميسرة (٢/ ١١٦١)]. (٣) في (ب) " والملكائية ". (٤) الملكانية: طائفة نصرانيةً سُمِّيت بذلك نسبة إلى ملوك النَّصارى، وقيل هم أصحاب: ملكا، الذي ظهر بأرض الروم، واستولى عليها. ومعظم الروم ملكانية وهم الكاثوليك اليوم، وقالوا: إن الكلمة اتحدت بجسد المسيح، وتدرعت بناسوته: ويعنون بالكلمة: أقنوم العلم، ويعنون بروح القدس: أقنوم الحياة؛ ولا يسمون العلم قبل تدرعه ابناً، وهم القائلون بعقيدة التثليث وقالت الملكانية: إن المسيح ناسوت كلي، لا جزئي؛ وهو قديم أزلين وقد ولدت مريم - عليها السلام - إلهاً أزلياً؛ والقتل والصلب وقع على الناسوت واللاهوت معاً. وأطلقوا لفظ الأبوة والنبوة على الله ... - عز وجل - وعلى المسيح - تعالى الله عمَّا يقولون علواً كبيراً -. [انظر: تفسير السَّمرقندي (١/ ٤٠٢)، الملل والنحل؛ للشهرستاني (٣/ ٢٤٨)، التحرير والتنوير (١٦/ ١٠٦)]. (٥) المرقوسية: وهم الملكانية القائلين بعقيدة التثليث [انظر: تفسير السمرقندي (١/ ٣٨٤)، تفسير البغوي (٢/ ٣١٣)]. (٦) أخرج عبد الرَّزاق في تفسيره (٣/ ٨)، عن قتادة في قوله تعالى: {ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (٣٤)} [مريم: (٣٤)] قال: ((اجتمع بنو إسرائيل فأخرجوا منهم أربعة نَفَرٌ: أخرج كل قوم عالمهم فامتروا في عيسى حين رفع فقال أحدهم: هو الله هبط إلى الأرض فأحيا من أحيا وأمات من أمات ثم صعد إلى السماء وهم اليعقوبية، قال فقال الثلاثة: كذبت، ثم قال اثنان منهم للثالث: قل. فقال: هو ابن الله وهم النسطورية، فقال اثنان: كذبت. ثم قال أحد الاثنين للآخر: قل فيه. قال هو: ثالث ثلاثة: الله، وهو إله، وأمه إله، وهم الإسرائيلية، وهم ملوك النصارى. قال الرابع: كذبت. هو عبد الله ورسوله وروحه وكلمته، وهم المسلمون فكانت لكل رجل منهم أتباع على ما قال فاقتتلوا فظهر على المسلمين وذلك قول الله: {وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ} [آل عمران: (٢١)]، قال قتادة: وهم الذين قال الله فيهم: {فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ} [مريم: (٣٧)] فاختلفوا فيه فصاروا أحزابا"، وانظر: تفسير مقاتل (٣/ ١٩٥)، جامع البيان (١٦/ ٨٥)، تفسير السمرقندي (٢/ ٣٧٤).