للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وجاء عن ابن مسعود - رضي الله عنه - إنكار هذا، وذهب إلى أنَّه الجذب والجوع على ما سبق (١)، وروى بعضهم عن حذيفة - رضي الله عنه - (٢) أنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أول الآيات الدُّخَان ونزول عيسى بن مريم - عليه السلام - ونار تخرج من قعر (٣) عَدَنِ أَبْيَنَ (٤) تسوق الناس إلى ... المحشر)) (٥).


(١) انظر: تفسير الصنعاني (٣/ ٢٠٥)، جامع البيان (٢٥/ ١١١).
(٢) حذيفة بن اليَمَان، واليمان لقب، واسمه حِسْل، ويقال: حُسَيل فهو حذيفة بن حِسْل بن جابر بن عمرو ... ابن ربيعة القطيعي، أبو عبد الله العبسي، هاجر مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فخيَّره بين الهجرة والنُّصرة، فاختار النُّصرة، وشهد مع النبي - صلى الله عليه وسلم - أحداً، وقَتَل أباه يومئذٍ بعض المسلمين وهو يحسبه من المشركين، وكان حذيفة صاحب سِرِّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المنافقين، استعمله عُمر على المدائن، فلم يزل بها حتى مات بعد قَتْل عثمان وبعد بيعة علي، بأربعين يوماً. وذلك في سنة ست وثلاثين للهجرة. [انْظُر تَرْجَمَتَهُ: الاستيعاب (١/ ٣٩٣)، أسد الغابة (١/ ٧٠٦)، الإصابة (٢/ ٣٩)].
(٣) في (ب) " قصر ".
(٤) عَدَن أَبْيَن: عَدن مدينة معروفة باليمن، وأَبْيَن - يفتح أوله ويكسر، بوزن أحمر ويقال: يبين، ولا يعرف أهل اليمن غير الفتح -، ويقال: إنه سمي بأبين بن زهير بن أيمن الحميري؛ لأنه عدن بها، أي أقام [انظر: معجم البلدان (١/ ٨٦)، لسان العرب (١٣/ ٢٧٩)، مادة "عَدَنَ "].
(٥) أخرجه ابن جرير في جامع البيان (٢٥/ ١١٤)، ولفظ ابن جرير " الدَّجَّال " بدلاً من " الدُّخان"، وقد تعَقَّب سند هذا الحديث ابن جرير بقوله: " وإنما لم أشهد له بالصحة؛ لأنَّ محمد بن خلف العسقلانيّ حدثني أنه سأل روّاداً عن هذا الحديث، هل سمعه من سفيان؟ فقال له: لا، فقلت له: فقرأته عليه، فقال: لا، فقلت له: فقريء عليه وأنت حاضر فأقرّ به، فقال: لا، فقلت: فمن أين جئت به؟ قال: جاءني به قوم فعرضوه عليّ وقالوا لي: اسمعه منا فقرؤوه عليّ، ثم ذهبوا، فحدّثوا به عني، أو كما قال; فلما ذكرت من ذلك لم أشهد له بالصحة ".

<<  <   >  >>