للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقيل: جوابه فمن أضلُّ (١) منكم، وقيل: أتؤمنون به؟ (٢)، وقيل جوابه: أتأمنون عُقوبة الله؟ .

{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آَمَنُوا} اللام لام العلة، أي: لأجلهم.

وقيل: هو كقولك: قلت له، والوجه هو الأول.

قيل: المراد بـ {الَّذِينَ كَفَرُوا}: اليهود (٣)، قالوا: {لَوْ كَانَ} ما أتى به محمد.

{خَيْرًا} أي: صدقاً وحقَّاً.

{مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ} ولكنَّا أسرع إلى قبوله من الذين آمنوا؛ لأنَّا أرباب العلم والكتاب.

وقيل: المراد بهم مشركو العرب، وذلك أنه لما أسلمت جُهَينة (٤) ومُزَينة (٥) وأَسْلَم (٦) وغِفَار (٧)،


(١) في (أ) " من أضلُّ ".
(٢) في (أ) " أيؤمنون ".
(٣) انظر: جامع البيان (٢٦/ ١٣)، معاني القرآن؛ للنَّحاس (٦/ ٤٤٥) تفسير الثعلبي (٩/ ١٠)، تفسير البغوي (٧/ ٢٥٦). قال ابن جرير: وهذا التأويل على مذهب من تأول قوله: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ} أنَّه معنِيٌّ به عبد الله بن سلام، فأمَّا على تأويل من تأول أنه عُنِيَ به مشركو قريش فإنه ينبغي أن يوجه تأويل قوله: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آَمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ} أنه عني به مشركو قريش، وكذلك كان يتأوله قتادة، وفي تأويله إياه كذلك ترك منه تأويله قوله: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ} أنه معنيٌّ به عبد الله بن سلام ". [جامع البيان (٢٦/ ١٢)].
(٤) جُهَينة: وهي قبيلة من قُضاعة نسبة إلى جهينة زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة، نزل كثيرٌ من بنيه بعد الإسلام، إلى الكوفة والبصرة وصعيد مصر، وبعضهم في بلاد إخميم وحلب وغيرها من البلاد الشامية، ولا يزال منهم كثيرون الآن على شاطئ البحر الأحمر، من جنوبي ديرة (بلى) إلى جنوبي ينبع. [انظر: الأنساب؛ للسمعاني (٢/ ١٣٤)، الأعلام (٢/ ١٤٢)].
(٥) مُزَيْنَةُ: قبيلة عربية معروفة من مُضَر، نسبة إلى مزينة بن أدّ بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، واسم مزينة عمرو، وإنما سمي باسم أمه مزينة بنت كلب بن وبرة، وولدت هي عثمان وأوساً ابني عمرو بن أدّ ... ابن طابخة بن إلياس بن مضر، وكانت منازلهم في جبال (رضوى) وما حولها. [انظر: الأنساب؛ للسمعاني (٥/ ٢٧٧)، لسان العرب (١٣/ ٤٠٦)، مادة " مَزَنَ "، الأعلام (٧/ ٢١٢)].
(٦) أَسْلَم: قبيلة من مضر، نسبة إلى أسلم بن أفصى - بالصاد المهملة - بن عامر، من بني إلياس بن مضر، دخل بنوه في خزاعة. [انظر: الأنساب (١/ ١٥١)، الأعلام (١/ ٣٠٤)].
(٧) غِفَار: بطن من بطون كِنانة، وهذه النِّسبة إلى غفار بن مليل بن ضمرة (بن بكر) بن عبد مناة بن كنانة ... ابن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار. [انظر: الأنساب (٤/ ٣٠٤)، الأعلام (٥/ ١٢١)].

<<  <   >  >>