للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يُعطى من غيره تفتيش عن حاله؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((للسَّائل (١) حقٌّ وإنْ جاءَ على

فرس)) (٢).

والمحروم هو: الذي حُرم من الرزق ما يكفيه.

وفيه أقوال:

أحدها: أنَّه المصابُ ثمرُه، من قوله تعالى: {بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ}، [القلم: (٢٧)].

وقيل: هو المحَارفُ الذي لا يكاد يكتسب، ولا سهمَ له (٣).

وقيل: هو المتعففُ الذي لا يُظهر فاقتَه بالسؤال.

وقيل: هو الذي لا ينمى له مالٌ.

وقيل: هو أبو البنات.

وقيل: هو المملوكُ يُنفق عليه سيده.

وقيل: الكلب، وهو مرويٌّ عن عمرَ بنِ عبدِ العزيز (٤) (٥).

وقيل: مَن وجب عليك نفقتُه لفقره من ذوي نسبك، حكاه الماورديّ (٦).


(١) في (أ) " فللسَّائل ".
(٢) أخرجه أبو داود في سننه، في كتاب الزكاة، باب حق السائل، برقم (١٦٦٤)، وأخرجه الإمام أحمد في مسنده (١/ ٢٠١) كلاهما عن الحسين بن علي - رضي الله عنهما -. قال الشيخ شعيب الأرنؤوط في تعليقه: " إسناده ضعيف "، وضعَّفه الألباني في ضيف الجامع (ص: ٦٨٤)، برقم (٤٧٤٦).
(٣) وفي لسان العرب (٩/ ٤١): " المُحارَف الذي يَحْتَرِفُ بيدَيه قد حُرِم سَهْمَه من الغنيمة لا يَغْزُو مع المسلمين فَبَقِيَ محْروماً يُعْطى من الصدقة ما يَسُدُّ حِرْمانَه ".
(٤) انظر: الناسخ والمنسوخ؛ للنَّحَّاس (ص: ٦٨٢)، النُّكَت والعُيُون (٥/ ٣٦٧)، زاد المسير (٧/ ٢٥٢).
قال القرطبي: " روي أنَّ عمر بن عبد العزيز كان في طريق مكة فجاء كلب فانتزع عمر - رحمه الله - كَتِفَ شاةٍ فرمى بها إليه، وقال: يقولون: إنه المحروم " [الجامع لأحكام القرآن (١٧/ ٤٢)].
(٥) عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبى العاص بن أمية بن عبد شمس الأموي القرشي، أبو حفص، الإمام الحافظ العلامة المجتهد الزاهد العابد، الخليفة الزاهد الراشد أشج بني أمية، وكان من أئمة الاجتهاد، ومن الخلفاء الراشدين المهديين الذي أحيا ما أميت قبله من السنن وسلك مسلك من تقدمه من الخلفاء الأربعة، وقد توفي سنة إحدى ومائة للهجرة، وكانت خلافته مثل خلافة أبى بكر الصديق سواء. [انْظُرْ تَرْجَمَتَهُ: مشاهير علماء الأمصار (ص: ٢٠٩)، سير أعلام النبلاء (٥/ ١١٤)].
(٦) انظر: النُّكَت والعُيُون (٥/ ٣٦٦).

<<  <   >  >>