للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في سبب النزول عن ابن مسعودٍ - رضي الله عنه -، قال: انشق القمرُ على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالت قريشٌ: هذا سحرُ ابنِ أَبِي كَبْشَةَ، فأرسلوا السُّفَّار (١)، فسألوهم، فقالوا: نعم، قد ... رأيناه، فأنزل الله هذه الآياتِ (٢).

وفي التفسير سألَ أهلُ مكة النبيَ - صلى الله عليه وسلم -: آيةً، فانشق القمر بمكة مرتين (٣).

ابن عباس - رضيَ الله عنهما -: " انشق شِقتين حتى رآه الناس، وقالت اليهود: سُحر القمرُ " (٤).

وعلى هذا جلُّ المفسرين (٥)، ورواه البخاري (٦) ومسلم (٧) (٨) - رحمهم الله - في صحيحيهما (٩).


(١) السُّفار: جمع سافر، وهو من خرج إلى السفر. [انظر: كتاب العين (٧/ ٢٤٧) مادة " سَفَرَ "، لسان العرب (٤/ ٣٦٧)، مادة " سَفَرَ "].
(٢) أخرجه ابن جرير في " جامع البيان" (٢٧/ ٨٥)، والواحدي في " أسباب النزول "، وأورده البغوي في تفسيره (٧/ ٤٢٥)، وابن الجوزي في زاد المسير (٧/ ٢٩١).
(٣) انظر: تفسير مقاتل (٣/ ٢٩٦)، جامع البيان (٢٧/ ٨٤)، النُّكت والعيون (٥/ ٤٠٩).
(٤) لم أقف عليه بهذه الرواية وقد تعقب نحوها الألوسي في [روح المعاني (٢٧/ ٧٥)] بقوله: " وما في خبر أبي نعيم الذي أخرجه من طريق الضحاك عن ابن عباس - رضي الله عنهما - من أنه انشق فصار قمرين، أحدهما: على الصفا، والآخر: على المروة قدر ما بين العصر إلى الليل ينظرون إليه ثم غاب ... " لا يعول عليه كيف وقد تضمن ذلك الخبر: أن الانشقاق وقع لطلب أحبار اليهود وأن القائل: هذا سحر مستمر: هم، وهو مخالف لما نطقت به الأخبار الصحيحة الكثيرة كما لا يخفى على المتتبع، وقد شاع: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أشار إلى القمر بسبابته الشريفة فانشق"، ولم أره في خبر صحيح والله تعالى أعلم.
قلت: والثابت عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في الصحيحين، خلاف ذلك، فقد قال: انشق القمر في زمان النبي - صلى الله عليه وسلم - "، كما أخرجه في " كتاب التفسير "، باب: ... {وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (١) وَإِنْ يَرَوْا آَيَةً يُعْرِضُوا} برقم (٤٨٦٦)]، وأخرجه مسلم بنحوه في كتاب: صفات المنافقين وأحكامهم. باب انشقاق القمر، برقم (٧٠١٠).
(٥) أي القول بانشقاق القمر.
(٦) البخاري، هو: محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه، وقيل: بن الأحنف الجعفي، مولاهم أبو عبد الله البخاري، حبر الإسلام، وحافظ الحديث، وصاحب الجامع الصحيح، الشهير " بصحيح البخاري "، وله أيضاً " تاريخ البخاري " وقال عنه أحمد بن يسار المروزي: " طلب العلم وجالس الناس ورحل في الحديث ومهر فيه وأبصر، وكان حسن المعرفة حسن الحفظ، وكان يتفقه، وقد توفي سنة ستٍّ وخمسين ومائتين للهجرة [انْظُرْ تَرْجَمَتَهُ: سير أعلام النبلاء (١٢/ ٣٩١)، تهذيب التهذيب (٩/ ٤١)].
(٧) في (ب) " والمسلم ".
(٨) مسلم بن الحَجَّاج بن مسلم بن ورد بن كوشاذ القشيري النيسابوري، أبو الحسين النيسابوري، الإمام
الكبير الحافظ المجود الحُّجَّة الصادق صاحب الصحيح؛ أحد الأئمة الحفاظ وأعلام المحدثين، وكان من الثقات.
قال أبو قريش الحافظ: سمعت محمد بن بشار يقول: " حُفَّاظ الدنيا أربعة: أبو زرعة بالري، ومسلم بنيسابور، ...
وعبد الله الدارمي بسمرقند، ومحمد بن إسماعيل ببخارى "، وقد توفي سنة إحدى وستين ومائتين للهجرة.
[انُظُرْ تَرْجَمَتَهُ: وفيات الأعيان (٥/ ١٩٤)، تهذيب الكمال (٧/ ٩٥)، سير أعلام النبلاء (١٢/ ٥٥٧)].
(٩) روى البخاري في " كتاب التفسير "، باب: {وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (١) وَإِنْ يَرَوْا آَيَةً يُعْرِضُوا} برقم (٤٨٦٤)، عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: انشق القمر على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرقتين: فرقة فوق الجبل، وفرقة دونه فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((اشهدوا))، ورواه مسلم (بنحوه) في كتاب: صفات المنافقين وأحكامهم. باب انشقاق القمر، برقم (٧٠٠٤).

<<  <   >  >>