للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وذهب قومٌ إلى أن هذا مما يكون في القيامة، كقوله: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ}، [الانشقاق: ١]، منهم: الحسن، فقال: " لو انشق ما بقيَ أحدٌ إلا رآه؛ لأنه آيةٌ، والناس في الآياتِ سواءٌ " (١).

ومنهم عليُّ بنُ عطاءٍ (٢)، قال: " سينشقُّ القمر " (٣).

وذهب ابنُ بحرٍ إلى أن انشقاقَ القمرِ عبارةٌ عن وضوح أمرِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وصحة الإسلام، قال: وهذا كقولهم للشيء المعروف المشهور: (ابن جلا)، وهو (٤) القمر " (٥).

وهذان القولان خلافُ الإجماع، وخلافُ النصّ أيضاً، فإن قولَه سبحانه: {وَإِنْ يَرَوْا آَيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ (٢)}، لا يمكن حملُه على القيامة بإجماعٍ (٦).

وقُرئ: {اقتربت الساعةُ وقد انشقَّ القمرُ} (٧).


(١) انظر: النُّكت والعيون (٥/ ٤٠٩).
(٢) كذا ورد في النسختين، والصحيح أن اسمه عثمان بن عطاء بن أبي مسلم الخراساني، أبو مسعود المقدسي، ضعيف من السابعة، ضعفه مسلم ويحيى بن معين والدارقطني، مات سنة خمس وخمسين ومائة للهجرة [انظر ترجمته: تقريب التهذيب (ص: ٣٨٥)، ميزان الاعتدال (٣/ ٤٨)].
(٣) انظر: تفسير الثعلبي (٩/ ١٦٠)، زاد المسير (٧/ ٢٩٠).
(٤) في (أ) " وهو ".
(٥) انظر: غرائب التفسير (٢/ ١١٦١).
(٦) قال الإمام ابن كثير: " وهذا أمر متفق عليه بين العلماء أنَّ انشقاق القمر قد وقع في زمان النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأنه كان إحدى المعجزات الباهرات " [تفسير القرآن العظيم (٤/ ٢٨٠)]، وانظر: تفسير مقاتل (٣/ ٢٩٦)، جامع البيان (٢٧/ ٨٤)، تفسير السمعاني (٥/ ٣٠٦)، تفسير البغوي (٧/ ٤٢٥)، المحرر الوجيز (٥/ ٢١١).
(٧) وهي قراءة حذيفة. [انظر: المحتسب (٢/ ٣٤٧)، تفسير الثعلبي (٩/ ١٦٠)، شواذ القراءات (ص: ٤٥٣)، المحرر الوجيز (٥/ ٢١٢)].

<<  <   >  >>