{وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ} هم مؤمنوا أهل الكتاب.
وقيل: هم أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
{يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ} أي: بإظهار الحق {فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (١١٤)} الشاكين في أن أهل الكتاب يعلمون ذلك.
وقيل: لا تشك أنهم يعلمون نبوتك.
ابن جرير: لا تكن في شك مما قصصنا عليك (١).
وقيل: لا تكن شاكاً في أن الذين يبتغون حَكَماً غير الله لا يؤمنون.
{وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ} قيل: هو القرآن، وقيل: عِدَاتُه (٢)، وقيل: دينه.
{صِدْقًا} صادقة فيما وعد {وَعَدْلًا} عادلةً فيما حكم.
وقيل: صدقاً فيما حكاه عدلاً فيما قضاه.
{لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ} لاتبديل ولاتغيير {وَهُوَ السَّمِيعُ} لما يقولون {الْعَلِيمُ (١١٥)} بما يضمرون.
{وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ} يعني: الكفار.
وقيل: الجهال، لأن العلماء قليلون.
وقيل: الأرض (٣): أهل مكة.
{يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} دينه.
(١) الطبري ٩/ ٥٠٧.
(٢) جمع عِدَة، يعني: مواعيده سبحانه وتعالى، وهذا تفسير لقوله تعالى: (وتمَّت كلمات ربِّكَ) باعتبار أن الكرماني يفسر وفق قراءة من قرأها بالألف على الجمع، وقرأها كذلك أبو عمرو وأبوجعفر ونافع وابن كثير وابن عامر، وقرأها (كلمت) عاصم وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف. انظر: «المبسوط» (ص ١٧٤).
(٣) في (ب): (وقيل أهل الأرض ... ).