للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ} ما يتبعون إلا ظناً لا يعلمون صحته ولا فساده، فهم شاكّون.

{وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (١١٦)} يكذبون.

وقال بعض المفسرين: وذلك حين جادلوه في أكل الميتة وقالوا: تأكلون ما قتلتم ولا تأكلون ما قتل ربكم (١).

{إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (١١٧)} أي: هو يعلم الكفار والمؤمنين.

و{مَنْ} محله نصب بفعل دل عليه {أَعْلَمُ}، أي: يَعْلَمُ مَنْ يَضِلّ.

وقيل: محله رفع لأنه استفهام.

وقيل: جر بإضمار الباء، ودل عليه قوله: {أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (١١٧)}.

ولا يجوز أن يكون محله جراً بالإضافة تعالى الله عن ذلك (٢).

{فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ} يريد دون ما لم يذكر ودون الميتة.

{إِنْ كُنْتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ (١١٨)}.

أجمع المفسرون على أن المراد به ما ذكر اسم الله على ذبحه، إلا عطاء فإنه قال: هو عام في كل مطعوم ومشروب ومذبوح (٣).

{وَمَا لَكُمْ أَلَّا تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ} الحسن: عَنَى به مشركي العرب، قال:


(١) انظر: «معاني القرآن» للفراء ١/ ٣٥٢، و «الوسيط» للواحدي ٢/ ٣١٥. وقد أخرج أبو داود (٢٨١٩) والترمذي (٣٠٦٩) نحوه من حديث ابن عباس، وصححه الشيخ الألباني.
(٢) سقط في نسخة (أ) كلمتين من هذه الجملة، وهي (محله) ولفظ الجلالة. وقد فصّل السمين في «الدر المصون» ٥/ ١٢٧ هذا المنع فقال: (ذلك أن أفعل التفضيل لا تُضافُ إلا إلى جنسها، فإذا قلت: (زيد أعلمُ الضالين) لزم أن يكون زيد بعضَ الضالين، أي متصف بالضلال، فهذا الوجه مستحيل في هذه الآية الكريمة).
(٣) انظر: «جامع البيان» للطبري ٩/ ٥١١، و «الجامع لأحكام القرآن» للقرطبي ٧/ ٧٢.

<<  <   >  >>