للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقيل: أولُ مَن سمَّاه يومَ الجُمُعة: كعبُ بنِ لؤيّ بنِ غالبٍ (١)؛ لاجتماع الناس فيه إلى كعبٍ (٢).

وعن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: ((إنما سُمّيَ يومَ الجُمُعَة؛ لأنه جُمع فيه طِينةُ آدمَ - عليه السلام -)) (٣).

ويجوزُ تسكينُ الميم في الشاذّ (٤).

{فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ}: امشوا على القَدم.

وقيل: اقصدوا.

وقيل: امضوا مسرعين غير متثاقلين.

وقيل: فاسعَوا بالنية في القلوب والإرادة والخشوع.

وقيل: أجيبوا (٥).

وقيل: السَّعي: قصُّ الشارب، ونتف الإبط، وتقليمُ الأظفار، والغُسل، والتطييب للجمُعة، ولُبسُ أفضل الثياب (٦).

وكان عمر وابن مسعودٍ - رضي الله عنهما - يقرآن: (فامضوا) (٧) (٨).


(١) كعب بن لؤي بن غالب، من قريش، من عدنان، أبوهصيص: جد جاهلي، خطيب، من سلسلة النسب النبوي، كان عظيم القدر عند العرب، حتى أرخوا بموته إلى عام الفيل، وهو أول من سن الاجتماع يوم الجمعة، وكان اسمه " يوم العروبة " فكانت قريش تجتمع إليه فيه، فيخطبهم ويعظم. من نسله بنو سعد وبنو سهل وبنو ... العاص، توفي سنة ١٧٣ قبل الهجرة. [الأعلام للزركلي (٥/ ٢٢٨)].
(٢) انظر: تفسير الثعلبي (٩/ ٣٠٨)، النُّكت والعيون (٦/ ٩).
(٣) أخرجه الثعلبي في تفسيره (٩/ ٣٠٨) عن الضبي عن سليمان، وأورده السُّيوطي في الدُّرِّ المنثور (١٤/ ٤٥٩)، وعزاه لسعيد بن منصور وابن مردويه عن أبي هريرة.
والحديث له أصل فيما أخرجه مسلم في كتاب الجمعة، باب فضل يوم الجمعة، برقم (١٩٧٣) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ((خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها ولا تقوم الساعة إلا يوم الجمعة)).
(٤) أي: {الجمْعَة}، وبها قرأ أبو عبد الرحمن السُّلمي وعكرمة وابن أبي عبلة والأعمش. [انظر: معاني القرآن؛ للفرَّاء (٣/ ١٥٦)، شواذ القراءات (ص: ٤٧٣)، زاد المسير (٨/ ٥٣)].
(٥) والمقصود الحث على العمل والمبادرة فيه. [انظر: جامع البيان (٢٨/ ٩٩)، النُّكت والعيون (٦/ ٨)، زاد المسير (٨/ ٥٣)].
(٦) انظر: غرائب التفسير (٢/ ١٢١٢)، أحكام القرآن؛ لابن العربي (٤/ ٢٤٩).
(٧) انظر: جامع البيان (٢٨/ ١٠٠)، المُحْتَسب (٢/ ٣٧٥)، شواذ القراءات (ص: ٤٧٣).
(٨) قال أبو الفتح ابن جني: " في هذه القراءة تفسير للقراءة العامة: فَاسْعَوْا {إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ}، أي فاقصدوا، وتوجَّهوا. وليس فيه دليل على الإسراع، وإنما الغرض المضي إليها، كقراءة من ذكرنا ". [المُحْتَسب (٢/ ٣٧٥)].

<<  <   >  >>