للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وغيرها {نَصِيبًا} حظاً، يريد: وللأصنام نصيباً، فاكتفى (١) بما دل عليه.

قوله: {فَقَالُوا هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَذَا لِشُرَكَائِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلَا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَائِهِمْ}.

اختلفت عبارات المفسرين عن هذا النصيب، ومحصول كلامهم أن الكفار جعلوا للضيفان والمساكين في حروثهم وأنعامهم نصيباً ونسبوه (٢) إلى الله سبحانه، وجعلوا للأوثان نصيباً ينفقونه ويصرفونه إلى وجوه عينوها لها، ثم جعلوا الأرجح الأجود للأصنام، والأَخسَّ الأرذل لله، وقصروا في نصيب الضيفان والمساكين بعد توفيرهم نصيب الأوثان عليها، وإن وقع في نصيب الأوثان خلل واحتاجت إلى زيادة صرف (٣) من نصيب الله (٤) إليها، وإن وقع فيما نسبوه إلى الله خلل لم يصرف إليه من نصيب الأوثان (٥).

ثم ذم صنيعهم فقال: {سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (١٣٦)}.

{وَكَذَلِكَ} أي: كما زين لهم الشيطان عبادة الأوثان وبخس (٦) حق الله.

{زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ} البنات بالوأد مخافة الفقر (٧) والعار، والبنين بالنذور عند قضاء الحاجات.

{شُرَكَاؤُهُمْ} شياطين الجن، لأنهم شاركوهم في الكفر وزينوا بالوسوسة


(١) سقطت كلمة (فاكتفى) من (ب).
(٢) في (ب): (ونسبوا).
(٣) في (أ): (صرفت).
(٤) في (ب): (من نصيب الأوثان إليها) والمثبت من (أ) و (جـ).
(٥) انظر: الطبري ٩/ ٥٦٩، والثعلبي ٤/ ١٩٣، وأبو حيان ٤/ ٢٢٩.
(٦) في (ب): (وتخسير).
(٧) في (أ): (للفقر).

<<  <   >  >>