للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقيل: ذلك معجزةُ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأنه ولدَ تلك السنة. وقيل: ذلك اليوم.

وقيل: بعد تلكَ الوقعة لخمسٍ وخمسين يوماً.

وقيل: كان قبل مولده - صلى الله عليه وسلم - بثلاثٍ وعشرين سنةً (١).

{بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (١)}: هم قومٌ من الحبشة , ملكهم أبرهة بن الصَّبَّاح , الملقّب: بأشرم , كنيته: أبو يكسوم (٢).

ابن جرير: " أبرهة دون الملك الأعظم بالحبشة] (٣) , وكان الملك النجاشيُّ واسمه: أصحمة (٤)، ومعناه العطية. فبنى بيتاً باليمن ودعا الناس إلى الحج بدل الكعبة، وهَمَّ بتخريب الكعبة، ليصرف الناس عن الكعبة إلى بنائه، وكان اسم بنائه: القُلِّيس " (٥).

وقيل: بنى بيعةً، فحضرها قوم من قريش وأوقدوا ناراً لحاجتهم، ثم رحلوا عنها فلم يطفئوها، فهبتْ ريحٌ وهيجتِ النار، وأحرقتْ البيت، فقيل له: إنما فعل ذلك أهلُ مكةَ مكايدةً، فهَمَّ بتخريبِ الكعبةِ، واستباحةِ أهلها، فلما وصل إلى ذي المجاز امتنعتِ الفيلةُ من التوجه نحو مكة، وإذا صُرِفَت عنها إلى غيرها أسرعت مشياً وكان معه اثنا عشر فيلاً، وفيها واحد كبير لم يُرَ مثله، وكان اسمه: محموداً، وكنيته: أبو العباس.

وقيل: لم يكن معه إلا هذا الواحد، واسم بيعته بالعربية: الهيكل , وبالحبشية: ماسرجسان، فقدم بعض كبار عساكره فاستاقَ ما بها من المواشي والنَعم، وكان فيها مائتا بعيرٍ لعبد المطلب، وكان هو رئيسُ مكةَ، فأتى أبرهة وكلَّمه في إبله، فحقره حيثُ لم يتكلم في أمر الكعبةِ، فقيل لعبد المطلب: ذلك، فقال: أُرْدُد عليَّ إبلي ودونَكَ البيت، فإن له رباً سيمنعه، فأمر بإبله، فردَّتْ عليه، وأتى عبد المطلب وأخذ (٦) حلقة باب الكعبة، وهو يقول:


(١) انظر: النُّكت والعيون (٦/ ٣٣٨)، زاد المسير (٨/ ٣٢٣)، الجامع لأحكام القرآن (٢٠/ ١٩٣).
(٢) انظر: تفسير مقاتل (٣/ ٥٢٠)، جامع البيان (٣٠/ ٢٩٦)، النُّكت والعيون (٦/ ٣٣٩)، تفسير القرآن العظيم (٤/ ٥٨٧).
(٣) ما بين المعقوفتين من بداية السورة ساقط من (ب).
(٤) في النسخة (أضخمة) بالضاد والخاء المعجمتين , والصواب ما أثبت.
(٥) انظر: جامع البيان (٣٠/ ٣٠٠).
(٦) في (أ) " فأخذ ".

<<  <   >  >>