وهناك وهنا أورد الكرماني عدداً من الأقوال في معنى الآية، والصحيح أن المكر صفةٌ فعلية ثابتة لله تعالى، وفي ذلك يقول الشنقيطي: (مكر الله: هو أن نجاه منهم، وأنقذه منهم، وأدخله في الغار لحكمة يعلمها جل وعلا، مع أنه قادر على أن يهلكهم بالجنود ... وهذا معنى قوله (والله) جل وعلا (خير الماكرين) لأن مكره بالغ من الجمال ما لا يخفي، لأنه لا يوصل الشر فيه إلاِّ لمن يستحق الشر، ولا يدفع= =الشر فيه إلَاّ عمن هو أهل أن يدفع عنه الشر كما لا يخفى). انظر: «العذب النمير» ٤/ ٥٧٨. وقال شيخنا ابن عثيمين رحمه الله: (يجب أن نصف الله بما وصف به نفسه من المكر في الحال التي وصف الله نفسه فيها بالمكر، وذلك في مقابلة مكر أعدائه). انظر: «تفسير القرآن الكريم - سورة آل عمران» ١/ ٣١٩. (٢) أخرجه الطبري ١١/ ١٤٢ بأسانيده عن ابن جريح والسدي. (٣) في (ب): (إنما قال الذين). (٤) في (ب): (متصلة بالأخرى).