للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وروي أن النضر (١) لما قال: إن هذا إلا أساطير الأولين، قال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ويلك إن هذا كلام الله وتنزيله) فرفع النضر رأسه إلى السماء وقال: إن كان هذا هو الحق من عندك (٢).

وعن عطاء قال: نزلت في النضر بضع عشرة آية (٣).

وعن أنس رضي الله عنه: إن قائله أبو جهل (٤).

{إِنْ كَانَ هَذَا} أي: القرآن {هُوَ الْحَقَّ} هو فصل وعِمَاد (٥)، والحق: خبر كان {مِنْ عِنْدِكَ} وحيك.

{فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ} أي: من السماء لا من الهواء استهزاء منه.

{أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (٣٢)} سوى الحجارة.

{وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ} أي: استعجلوا العذاب وماكان الله ليعذبهم، أي: لا يفعل وليس من شأنه وأنت يا محمد فيهم وبين أظهرهم ومعهم، لأنك بعثت رحمة للعالمين، ولم يعذب قوم نبيهم بين ظهرانيهم.


(١) حصل سقط في (أ) سببه انتقال البصر، فجاء النص فيها: (وهي من كلام النضر لما قال ... ) والمثبت من (ب).
قال ابن هشام في السيرة: (النضر بن الحارث بن كَلَدة بن علقمة بن عبدمناف بن عبدالدار ابن قُصيّ ... ويقال: النضر بن الحارث بن علقمة بن كَلَدة ... من شياطين قريش، وممن كان يؤذي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وينصب له العداوة).
انظر: «السيرة النبوية» لابن هشام ١/ ٣٧٠ - ٣٧١.
(٢) لم أجده بهذا السياق، وفي معناه أخرج الطبري أثراً عن عطاء ولكنه مختصر وليس فيه الحديث المرفوع، انظر: الطبري ١١/ ١٤٥، وقد أورد مثله عن السدّي أيضاً.
(٣) أخرجه الطبري ١١/ ١٤٥.
(٤) أخرجه البخاري (٤٦٤٨) عن أنس رضي الله عنه.
(٥) العماد: هو ضمير الفصل. انظر: «معجم علوم اللغة العربية» (ص ٢٨٩).

<<  <   >  >>