للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (٤٤)} أي: أبعدهم الله من الخير والرحمة، وهو نصب على المصدر، وهو من كلام الله لهم.

وقيل: قال المؤمنون على وجه الدعاء عليهم.

وجاء في الخبر أن نوحاً عليه السلام ركب في السفينة في العاشر من رجب ونزل عنها في العاشر من المحرم (١).

أجمع المعاندون على أن طوق البشر قاصر عن الإتيان بمثل هذه الآية بعد أن فتّشوا جميع كلام العرب والعجم فلم يجدوا مثلها في فخامة ألفاظها وحسن نظمها وجودة معانيها في تصوير الحال مع الإيجاز من غير إخلال.

{وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ} أي: دعا ربه فقال: يا رب (٢) إن ابني من أهلي الذين أمرتني بحملهم ووعدتني نجاتهم، وإن وعدك حق (٣) لا خلف فيه.

{وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ (٤٥)} لا شطط في حكمك ولا ميل.

قيل: سأل هذا حين صار عنه بمعزل.

وقيل: سأل قبل أن عرف هلاكه.

وقيل: سأل (٤) مغفرته بعد أن عرف هلاكه، وهذا أليق بالآية.

وقيل (٥): {إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي} من زوجتي (٦)، حكاه الثعلبي (٧).

{قَالَ يَانُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ} لأنه كافر، والكفر (٨) يقطع الولاية بين المؤمن والكافر.


(١) أخرجه الطبري ١٢/ ٤١٩ - ٤٢٠ مرفوعاً إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وفي إسناده عبدالعزيز بن عبدالغفور كان يضع الحديث، ولذلك أورده السيوطي في «اللآلي المصنوعة في الأحاديث الموضوعة» ٢/ ١١٦ - ١١٧.
(٢) في (ب): (أي رب)، وفي (د): (رب).
(٣) في (د): (الحق).
(٤) سقطت (سأل) من (ب).
(٥) من هنا سقط في (ب) إلى قوله (وقيل ليس من أهل دينك).
(٦) في (د): (من زوجي).
(٧) يعني أنه كان ابن امرأته، وعزاه الثعلبي (ص ٧٧ - رسالة جامعية) إلى أبي جعفر الباقر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.
(٨) سقطت كلمة (والكفر) من (د).

<<  <   >  >>