للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (١١٢)} يعلم أعمالكم فيجازيكم عليه (١).

{وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا} ابن عباس رضي الله عنهما: لا تميلوا (٢).

وقيل: لا ترضوا أعمالهم.

وقيل: لا تدهنوا، من قوله {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (٩)} [القلم: ٩].

وقيل: لا تلحقوا بالمشركين.

وحقيقة الركون: السكون إلى الشيء بالمحبة له، تقول: رَكَنَ يَرْكُنُ بالفتح والضم: إذا مال، والرُّكْنُ: ناحية من الجبل أو الحائط قوية.

{فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ} فيصيبكم العذاب.

{وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ} أعوان يمنعونكم من عذاب الله.

{ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (١١٣)} حال وليس بعطف، أي: حالكم حينئذ هذا.

{وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ} في سبب النزول بروايات جمّة وطرق مختلفة: أنها نزلت في رجل أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: إني قد أصبت من امرأة، غير أني لم آتها، فأنزل الله {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ}.

وفي رواية أخرى: فقال الرجل: أَلِي خاصة يا رسول الله (٣) أم للناس عامة، فضرب عمر صدره، وقال: لا ولا نعمة عين، ولكن للناس عامة، فضحك رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: صدق عمر (٤).

وذكر الثعلبي أن اسم الرجل: أبو اليَسَرِ (٥) عمرو بن غزية الأنصاري (٦).


(١) في (ب): (عليها).
(٢) أخرجه الطبري ١٢/ ٦٠١.
(٣) سقط لفظ الجلالة من (ب).
(٤) أخرجه البخاري (٥٢٦) و (٤٦٨٧) ومسلم (٢٧٦٣) بروايات عدّة، كما أخرجه الطبري ١٢/ ٦١٧ - ٦٢٧ والواحدي في «أسباب النزول» (ص ٤٤٣ - ٤٤٧).
(٥) في (د): (أبو البشر).
(٦) ذكر ذلك الثعلبي في تفسيره (ص ١٧٢)، ولكن الترمذي سمّاه (كعب بن عمرو) كما في سنن الترمذي (٣١١٥).

<<  <   >  >>