وروى ابن أبي الدنيا -في كتاب الأمر بالمعروف- وأبو الشيخ الأصبهاني بسنديهما عن إبراهيم بن عمرو الصنعاني -رحمه الله- قال: أوحى الله -تعالى- إلى يوشع بن نون -عليه السلام- إني مهلك من قومك أربعين ألفًا من خياركم، وستين ألفًا من شرارهم قال: يارب هؤلاء الأشرار فما بال الأخيار؟ قال: لأنهم لم يغضبوا لغضبي، وكانو يؤاكلونهم ويشاربونهم.
وروى ابن أبي الدنيا -أيضًا- بسنده، عن وهب بن منبه -رحمه الله- قال: لما أصاب داود الخطيئة: قال: يارب اغفر لي: قال: قد غفرتها لك وألزمت عراها بني اسرائيل.
قال: كيف يارب وأنت الحكم العدل لا نظلم أحدًا. أعمل أنا الخطيئة وتلزم عارها غيري؟
فأوحى الله إليه: يا داود إنك لما اجترأت علي بالمعصية لم يعجلوا غليك بالنكرة.
وبسنده، عن إبراهيم بن الأشعث قال: سمعت الفضيل بن عياض قال: بلغني أن الله -عزَّ وجلَّ- قال: إني أنا الله أقسمت بشديد الغضب، لآخذن مطيعكم بعاصيكم حتى لا أعصى علانية بين ظهرانيكم. وفي الزهد للإمام أحمد، وشعب الإيمان للبيهقي، عن مالك بن دينار -رحمه الله عليه- قال: أن الله -تعالى- أمر بقرية أن تعذب فضجت الملائكة. وقالت: إن فيهم عبدك فلانًا العابد فقال: أسمعوني (منه) صيحة، فإن وجهه لم يتمعّر، غضبًا لمحارمي.
قال البيهقي: هذا هو المحفوظ من قول مالك بن دينار.
وقد روي من وجه آخر مرفوعًا.
وروى الطبراني -في الكبير- من حديث نعيم بن نمحة وذكر خطبة أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- وفي آخرها: لا خير في قول لا يراد به وجه الله -تعالى- ولا خير في مال