وفي سنن أبي داود من حديث العرس بن عميرة الكندي -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إذا عملت الخطيئة في الأرض كان من شهدها وكرهها وفي رواية (فأنكرها) كان كمن غاب عنها. ومن غاب عنها فرضيها كمن شهدها).
ورواه المغيرة بن زياد الموصلي، عن عدي بن عميرة، عن العرس به.
ورواه أبو عبد الله محمد بن منده- في كتابه معرفة الصحابة- من حديث يحيى بن عبد الحميد (الحماني) قال: حدثنا أبو بكر ابن عياش، عن مغيرة بن زياد، عن عدي بن عدي، عن العرس. قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (سيليكم ولاة يعملون أعمالًا تنكرونها فمن أنكر سلم، ومن غاب عنها فرضيها كان كمن شهدها).
وروى ابن عدي -بسنده- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:(من حضر معصية فكرهها فكأنه غاب عنها ومن غاب عنها فأحبها فكأنه حضرها).
ورواه أبو بكر ابن أبي الدنيا- في كتاب الأمر بالمعروف- بإسناده. وقال عبد الله بن مسعود:(إن العبد ليغيب عن المنكر ويكون عليه مثل وزر صاحبه. قيل: وكيف ذلك؟ قال: يبلغه فيرضى به).
[فصل -٣٦ - : إذا تظاهر الناس بالمنكر وجب على كل من يراه أن يغيره في حدود القدر المستطاع]
قال أبو بكر عبد الله القرطبي- عند تفسير قوله -تعالى-: {واتقوا فتنًة لا تصيبنَّ الذين ظلموا منكم خآصًة}. فإن قيل: فقد قال الله -تعالى-: {ولا تزر وازرةٌ وزر أخرى}.