للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أي حسبتم أن تدخلوا الجنة ولم تبتلوا بالقتال والشدائد.

وقال في سورية البقرة: {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله إلا أن صر الله قريب}

وقال الله تعالى: {ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا ءامنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين}

ولهذا قال ههنا: {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين} أي لا يحصل لكم دخول الجنة حتى تبتلوا ويرى الله منكم المجاهدين في سبيله والصابرين على مقاومة الأعداء.

وأنشدا في كان وكان:

كم يصبر حتى يعلو على رأس الملك ... من جر ضرب المطارق والكور والسندان

فما ملك مصر يوسف حتى سجن وسقى العصعص ... من إخواتوا وزليخا والقيد والسجان

فاصبر لربك وأض واشكر على سائر النعم ... تعط المزيد وتحظى بجنة الرضوان

[فصل (٤٥): وجوب تحمل الآمر الناهي الصبر المترتب على أمره ونهيه]

روى الإمام أبو بكر بن أبي الدنيا - بسنده- ع ن شيخ من قريش قال: مر دهثم ومعه أصحابه برجل يضرب غلامه. فقال له: يا عبد الله اتق الله فيه فوضع السهم بين أذني دهثم فوثب أصحابه عليه. فقال دهثم لأصحابه: مهًلا فإني سمعت الله -عز وجل ذكر عن رجل وصيته لابنه فقال: {يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وأنه عن المنكر واصبر على ما أصابك} وقد أمرنا بالمعروف ونهينا عن المنكر فدعونا نصبر على ما أصابنا فندخل في وصية الرجل الرجل الصالح.

وروى أبو بكر أحمد المروزي - في كتاب الأمر بالمعروف - بإسناده، عن أبي هريرة رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا أبا هريرة مر بالمعروف، وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمر) قال: يا رسول الله آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر

<<  <   >  >>