عليك قال: نعم فلما كان من الغد أو العشي جاء. فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن هذا الأعرابي قال ما قال فزدناه فزعم أنه رضي كذلك؟ قال: نعم فجزاك الله من أهل وعشيرة خيرًا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم مثلي ومثل هذا الأعرابي كمثل رجل له ناقة فشردت عنه أتبعها الناس فلم يزيدوها عليه إلا نفورًا فناداهم صاحبها: خلوا بيني وبين ناقتي، فإني أرفق بها منكم وأعلم فتوجه صاحب الناقة بين يديها فأخذ -لها- من قمام الأرض فردها حتى جاءت واستناخت وشد عليها رحلها واستوى عليها وإني لو تركتكم حيث قال الرجل ما قال فقتلتموه دخل النار.
وأورده القاضي أبو الفضل عياض- في كتابه الشفا وقمام الأرض هو الكناسة وما تقمه الدابة أي تأكله.
فصل (٤١): يبتلي المرء على قدر دينه والمرء يبتلي على قدر دينه وقوة يقينه.
وفي مسند الإمام أحمد، وجامع الترمذي، وسنن ابن ماجه، وصحيح ابن حبان من حديث سعد بن أبي وقاص قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الناس أشد بلاء؟ قال:(الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، الرجل يبتلى على حسب دينه فإن كان رقيق الدين ابتلي على حسب ذلك وإن كان صلب الدين ابتلي على حسب ذلك فما يزالل البلاء بالرجل حتى يمش على الأرض وما عليه خطيئة) قال الترمذي حديث حسن صحيح، وفي رواية قال سال رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الناس أشد بلاء: قال الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل يبتلي الناس على قدر دينهم فمن ثخن دينه اشتد بلاؤه ومن ضعف دينه ضعف بلاؤه وإن الرجل ليصيبه البلاء حتى يمشي في الناس ما عليه خطيئة.
وفي رواية .. فإن كان دينه صلبًا اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلاه الله على حسب دينه فما يبرح البلاء بالعبد .. فذكره ورواه ابن أبي الدنيا وغيره.