أنهم كانوا خير أمة فكذلك إن لم يأمروا بالمعروف ولم ينهوا عن المنكر كانوا شر أمة وقيل إنما صارت أمة محمد صلى الله عليه وسلم خير أمة لأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيهم أفشى.
وقال بعض العلماء: قدم سبحانه في هذه الآية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على الإيمان، لأن الإيمان مشترك بين جميع الأمم، فليس هذا هو المؤثر لحصول هذه الزيادة، بل المؤثر كونهم أقوى حالًا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإنما الإيمان شرط. والله أعلم.
[فصل- ٣ - : دليل كون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أفعال الصالحين وخلال المتقين]
وأما قوله- تعالى-: {- ليسوا سواء مِّن أهل الكتاب أمَّةٌ قائمةٌ يتلون آيات الله أناء الَّليل وهم يسجدون يؤمنون بالله واليوم الأخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسرعون في الخيرات وأولئك من الصَّالحين}.
قال المفسرون:(الواو في (ليسوا) هي لأهل الكتاب السابق ذكرهم في قوله: { ..... ولو آمن الكتاب لكان خيرًا لهم منهم المؤمنون أكثرهم الفاسقون ..... } الآيات.
و(سواء) خبر ليس فالمعنى: ليس أهل الكتاب مستويين، بل منهم من آمن بكتابه وبالقرآن ممن أدرك شريعة الإسلام، أو كان على استقامة فمات قبل أن يدركها.
(فغاير سبحانه بين أهل الكتاب كما غاير بين النور والظلام مغايرة تضاد).
وقوله:{مِّن أهل الكتاب أمُّةٌ قائمةٌ} مبتدأ وخبر وهم أهل القرآن ومعنى (قائمة) مستقيمة.
وقال: مجاهد، والحسن، وابن جريج: عادلة.
وقال ابن عباس: مهتدية قائمة بأمر الله لم يضيعوه ولم يتركوه.
وقال قتادة والربيع بن أنس قائمة على كتاب الله وحدوده مهتدية.