وروي من حديث أبي عمرو بن حماس بن عمرو الليثي قال: خرج عبد الله بن الزبير من عند عائشة على كعب- رضي الله عنهم- وهو جالس في المسجد في حلقةٍ يحدث. فقال: يا أبا إسحاق هل يعلم الله من علامة في خلقه إذا سخط عليهم يعرف بها؟ قال: نعم يذلهم فلا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر ثم قرأ: {لعن الَّذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون}.
[فصل- ٩ - : دليل كون الامر بالمعروف والنهي عن المنكر من شرائع الإيمان أي من شروط تمامه]
وأما قوله- تعالى-: {الَّذين يتَّبعون الرَّسول النَّبي الأمّيَّ الَّذي يجدونه مكتوبًا عندهم في التَّوّراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحلُّ لهم الطيِّبات}.
قال المفسرون: هذا بقية خطابه- تعالى- لموسى وفيه تبشير له ببعثه نبينا- صلى الله عليه وسلم- وذكر لصفاته فعد منها: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. فقال:{يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر}.
قال ابن عباس، وعطاء: يأمرهم بخلع الأنداد وبمكارم الأخلاق، وصلة الأرحام. وقيل: المعروف الإيمان وقيل: الحق وقيل: كل ما عرف بالشرع من المعروف والمنكر- كما تقدم-.
وقال بعضا العارفين:(المعروف هو القيام بحق الله، والمنكر هو البقاء بوصف الحظوظ وأحكام الهوى، والتعريج في (أوطان) المنى، وما يصوره تزويرات الدعوى والفاصل بين الجنسين، والمميز بين القسمين- الشريعة. فالحسن- من أفعال العباد: ما كان بنعت الإذن من مالك الأعيان- سبحانه- والقبيح: ما كان موافقًا للنهي والزجر. والله أعلم.
فصل- ١٠ -
ثناء الله على طائفة من قوم موسى
لاجتهادها في هداية الخلق إلى الحق
وأما وقوله-تعالى-: {ومن قوم موسى أمَّةٌ يهدون بالحق وبه يعدلون} أي يدعون