وكذلك جماعة من السلف تهاجروا لمصلحة يضيف هذا المحل عن ذكرهم حتى إن بعض الصحابة رضي الله عنهم أثروا فراق نفوسهم لمخالفتها للخالق فمنهم من يقو زنيت فطهرني، ونحن لا نجسر أن نقاطع أحدًا في الله لمكان المخالفة.
[فصل (٢٩): تباين درجات الهجر بحسب درجات اعتقاد وسلوك الجماهير]
قد تقدم في أوائل هذا الفصل ذم الله تعالى -لمصاحبة البطالين إخوان الشر الذين لا يبالون بالمعصية ولا يخافون من الله ولا يرجون الله وقارًا ويتسلطون على عباد الله الصالحين بالإيذاء والاستهزاء والغيبة والخوض فيما لا يعني فمثل هؤلاء القوم ينبغي للمؤمن أن لا يجالسهم ولا يعاشرهم ولا يركن إليهم وهؤلاء أقسام:
فمنهم قسم كفار معاندون لله ولرسوله أعداء الله وأعداء رسوله وأعداء عباده المؤمنين وهؤلاء أيضًا - ينقسمون قسمين:
القسم الثاني: المنافقون الذين آمنوا في الظاهر وكفروا في الباطن فأوهموا المؤمنين أنهم منهم ومعهم حتى أمنوهم وذلك لتلفظهم بكلمة التوحيد ظاهرًا وهم في الباطن مع الكفار يوادونهم ويطلعونهم على عورات المسلمين ولا يخفون عنهم شيئًا من أحوالهم وودهم ومحبتهم للكفار. فهذان القسمان ينبغي للمؤمن من أن لا يجالسهم ولا يعاشرهم ولا يركن إليهم وهؤلاء أقسام: فمنهم قسم كفار معاندون لله ورسوله أعداء الله وأعداء رسوله وأعداء عباد المؤمنين وهؤلاء أيضًا ينقسمون قسمين:
-فهذان القسمان ينبغي أن يجالسهم المؤمن أصًلا ولا يصاحبهم ولا يخالطهم ولا يسمع حديثهم لأنهم لا يزالون يستهزؤون بالأنبياء والصالحين.
وهذان القسمان هما اللذان نهى الله نبيه صلى الله عليه وسلم عن الجلوس والخوض معهم في أحاديثهم وأمره بالقيام من مجالسهم إلا نسيانًا فإذا ذكر قام من بينهم.
القسم الثالث: أن يكون مسلمًا ليس في إيمانه وليس في نفاق ولكنه كثير الغفلة والمعاصي لا يعتني بالعبادة ولا يخاف من مواقعة الذنوب.
فهذا القسم ليس اعتقاده كاعتقاد من تقدم من الكفار والمنافقين بل اعتقاد بالإيمان يكثر من فعل المعاصي قد عقل عن الله تعالى وعن عبادته.
فهذا القسم -أيضًا- ينبغي التجنب لأنه جليس سوء ربما أورثك من مجالسته إما