وقد روي عن عمر- رضي الله (عنه) أنه (كان) يخرج يعس المدينة بالليل فرأي نارًا موقدة في حي فوقف. قال: يا أهل الضوء، وكره أن يقول يا أهل النار.
وسأل رجلًا عن شيء هل كان؟ قال: لا أطال الله بقاءك. فقال: قد علمتهم فلم يتعلموا: هل لا وأطال الله بقاءك.
وكان بعض القضاة جلس أعمي وكان إذا أراد أن ينهض يقول: يا غلام اذهب مع أبي محمد. يقول خذ بيده. قال: والله ما أخل بها مرة واحدة. وسأل بعض الخلفاء ولده وفي يده عود أراك. ما جمع هذا؟ قال: محاسنك بي يا أمير المؤمنين.
[فصل (١٠): أحاديث من مدح الرفق وذم تاركه]
وقد جاء في مدح الرفق وذم تاركه في غير ما حديث، وما أحسن ما بوب عليه الإمام أبو عبد الله البخاري- في صحيحه- فقال: باب الرفق في الأمر كله. حدثنا عبد العزيز بن عبد الله قال: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير أن عائشة - رضي الله عنها - قالت: دخل رهط من اليهود علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: السام عليكم. قالت عائشة: ففهمتها فقلت عليكم السام واللعنة. فقالت: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (مهلًا يا عائشة، إن الله يحب الرفق في الأمر كله) فقلت: يا رسول الله أولم تسمع ما قالوا؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: قد قلت وعليكم).
وفي رواية نحوه.
وفي أخري. أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:(قد قلت: عليكم). ولم يذكر الواو. هذا لفظ الصحيحين، ومسند أحمد، والترمذي.
وفي رواية البخاري: "أن اليهود أتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: السام عليكم فقال: وعليكم. فقالت عائشة: السام عليكم ولعنكم الله وغضب عليكم. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يا عائشة عليك بالرفق وإياك والفحش). فقالت أو لم تسمع ما قالوا؟ قال: أو (لم) تسمعي ما قلت؟