للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

-تعالى- بالصبر عليه، والصفح عنه، وذكر أبو الحسن الماوردي وغيره).

الحسنة والسيئة: الحلم والفحش. وقيل: المداراة والغلظة. وإما إشارة الحسنة والسيئة فأمر أن تدفع بالتي هي أحسن.

قال ابن عباس: قوله - تعالي: {ادفع بالتي هي أحسن} (هي الصبر عند الغضب والعفو عند الإساءة، فإذا فعلوا عصمهم الله- عز وجل- وخضع لهم عدوهم ذكره البخاري تعليقًا. (والولي الحميم) هو القريب الصديق الخالص الصداقة).

وأنشدوا:

بمكارم الأخلاق كن متخلقًا ... ليفوح مسك ثنائك العطر الشذي

وانفع صديقك، إن صدقت صداقة ... وادفع عدوك بالتي فإذا الذي

قوله: {وما يلقاها إلا اللذين صبروا} أي ما يلقي اله هذه الوصية. قيل: هذه الخصال الجليلة {إلا الذين صبروا} بكظم الغيظ، واحتمال الأذى {ذو حظ عظيم} من خصال الخير. قال ابن عباس وغيره. والله أعلم.

وقد جعل الله سبحانه- كلام بعض عباده حسنًا لطيفًا يوفق لعبارات محبوبة وكلمات مقبولة مطلوبة، تكن سببًا للإقبال عليه، والنظر بعين المحبة إليه.

(كما روي أن معن بن زائدة، دخل على المنصور، فقارب في خطوه. فقال له المنصور: كبرت سنك يا معن؟ قال: في طاعتك يا أمير المؤمنين. قال: إنك لجلد. قال: علي أعدائك. قال وإن فيك لبقية. قال: هي لك).

وسأل بعض الخلفاء رجلًا عن اسمه. فقال: سعد أمير المؤمنين. قال: أي السعود أنت؟ قال: سعد السعود لك يا أمير المؤمنين. قال: أي السعود أنت؟ قال: سعد السعود لك يا أمير المؤمنين، وسعد الدامج لأعدائك). فاعجبه ذلك.

وسئل العباس. أنت أكبر أم رسول الله؟ فقال: هو أكبر مني، وأنا ولدت قبله.

<<  <   >  >>