حقيقة هذا تقتضي انقطاع العبد وإعراضه عن التعلق بالخلق وعن سؤالهم أو جلب نقع أو دفع ضر، وذلك يستلزم إفراد الله -تعالى- بالطاعة والعبادة، وفي الكتب المنزلة يقول الله -تعالى- يا عبدي إذا سألت فاسألني وإذا انتصرت فانتصر بي، فإني قوي.
فمن استنصر بالله وتوكل عليه كفاه ما أهمه، وحفظه من الشركة الناس وعصمه، وإن استعان به بصدق وإخلاص نصره على عدوه، واخذ بثأره.
قال تعالى:{يا أيها الذي أمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم}
وقال تعالى:{إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون}
وفي اثر إلهي يقول الله -تعالى- ابن آدم إرض بنصرتي لك فإن نصرتي لك خير من نصرتك لنفسك، ومن قام لله بأمر طالبًا منه المعونة، كفاه ما أهمه، قال تعالى:{فأصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين إنا كفيناك المستهزءين}.
فإذا ترك الآمر الناهي الالتفات إلى الخلق في إنكاره، وأحسن العمل بإخلاص كان الظفر له، وإن كان غير ذلك كان الخذلان والصغار والذلة والمهانة وبقي المنكر على حاله.
كما قيل:
إذا لم يكن عون من الله للفتى ... فأكثر ما يجني عليه اجتهاده
تنبيه أيها الآمر بالمعروف الناهي عن المنكر اعتبر، واستعن بالله في أمورك وانزجر، فإذا ظلمت فتوكل عليه واصطبر وتضرع إلى ملاك وقل:{إني مغلوب فانتصر} لعلك تحظى بجنات ونهر: {في مقعد صدّق عند مليك مقتدر}.