النصح من رخصه في الناس مجان .... والغش غال له في الناس أثمان
والعدل نور وأهل الجور قد كثروا ... وللظلوم على المظلوم أعوان
تفاسد الناس والبغضاء ظاهرة ... فالناس في غير ذات الله أخوان
والعلم فاش وقل العاملون به ... والعاملون لغير الله أقران
وذكر أبو عبد الله محمد بن أحمد القرطبي - في تذكرته بأحوال الآخرة - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: لا يأتي على الناس عام إلا أماتوا فيه سنة وأحيوا فيه بدعة حتى تموت السنن وتحيا البدع. ولن يعمل بالسنن وينكر البدع إلا من هون الله عليه سخط الناس ومخالفتهم فيما أرادوا ونهيهم عما اعتادوا، ومن يسر لذلك أحسن الله تعويضه، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم (قال): (إنك لن تدع لله شيئًا إلا عوضك خيرًا منه).
وبالجملة فلا يميل أكثر الناس إلا إلى الأسهل والأوفق لطباعهم، فإن الحق مر والوقوف عليه صعب، وإدراكه شديد، وطريقه مستوعر.
وروى الإمام أحمد بسنده عن الحسن البصري -رحمة الله عليه - أنه قال: هذا الحق قد جهد الناس، وحال بينهم وبين شهواتهم، والله ما صبر عليه إلا من عرف فضله ورجا عاقبته.
[فصل (٧): معاداة العصاة للآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر]
قال الله تعالى:{وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين}
وقال -تعالى:{وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون}
وقد قال ورقة بن نوفل للنبي صلى الله عليه وسلم: إنه لم يأت أحد بما جئت به إلا عودي.
وروى الترمذي وأبو يعلى عن علي: رحم الله أبا بكر زوجني ابنته وحملني إلى دار