للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأنشدوا:

قالوا: سكت وقد خوصت فقلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح

الصمت عن جاهل أو أحمق كرما ... أيضًا وفيه لصون العرض إصلاح

أما ترى الأسد تمشي وهي صامتة ... والكلب يخشى- لعمري- وهو نباح

وروى البيهقي- في الشعب- بسنده، عن أحمد بن عبيد. قال: أنشدني الأصمعي- رحمه الله-:

وما شيء أحب إلى سفيه ... إذا سب الكريم من الجواب

متاركة السفيه بلا جواب ... أشد على السفيه من السباب

ولبعضهم:

وكم من لئين ود أني شتمته ... وإن كان شتمي فيه صاب وعلقم

والكف عن شتم اللئيم تكرما ... أضر به من شتمه حين يشتم

قال أسماء بن خارجة: ما شتمت أحدًا قط، لأنه إن شتمني كريم فأنا أحق من غفرها له وإن شتمني لئيم فلا أجعل عرضي له غرضًا.

وكان يتمثل وينشد:

واغفر عور الكريم اصطناعة ... وأعرض عن ذات تكرما

وأنشد رجل لمسعر بن كدام:

لا ترجعن إلى السفيه خطابه ... إلا جواب تحيه حياكها

فمتى تحركه تحرك جيفة ... تزداد نتنا ما أردت حراكها

ولبعضهم:

وإذا بليت بجاهل متجاهل ... بجد المحال من الأمور صوابا

أوليته من السكون وربما ... كان السكوت عن الجواب جوابا

[فصل (١٤): على الآمر بالمعروف الناهي عن المنكر أن يقابل إساءة المأمورين بالإحسان]

وجميع ما تقدم آنفًا يتضمن التغافل. وترك المقابلة على الإساءة ونسيان الأذى. لكن

<<  <   >  >>