للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال عمر بن الخطاب- رضي الله عنه-: إني لأعلم أجود الناس وأعلم الناس، أجود الناس من أعطى من حرمه، وأجود الناس من عفا عمن ظلمه.

وفي الشعب للبيهقي- بسنده، عن الأحنف بن قيس قال:

ثلاثة لا ينتصفون من ثلاثة: حليم من أحمق، وبر من فاجر، وشريف من دنيء.

وقال ابن عباس- رضي الله عنه-: ثلاثة من لم تكن فيه واحدة منهن فلا يعتد بشيء من علمه: تقوى تحجزه عن معاصي الله، وحلم يكف به السفيه، وخلق يعيش به في الناس.

وقال لقمان لابنه: يا بني ثلاثة لا يعرفون إلا في ثلاثة مواطن: الحليم عند الغضب، والشجاع عند الحرب، والأخ عند الحاجة.

وقال الحسن البصري- رحمة الله عليه- المؤمن حليم لا يجهل، وإن جهل عليه حلم، ولا يظلم وإن ظلم غفر، ولا يقطع وإن قطع وصل.

وروى أبو بكر البيهقي- في مناقب الإمام أحمد- عن عمار بن زائدة- رحمة الله عليه- قال: العافية عشرة أجزاء (تسعة منها في التغافل، فحدثت به أحمد فقال: العافية عشرة أجزاء كلها في التغافل).

وروى- أيضًا- في الشعب- بسنده، عن الأعمش. قال: السكوت جواب والتغافل يطفئ شرًا كبيرًا، ورضا المتجني غاية لا تدرك، واستعطاف المحب عون الطفر، ومن غضب عمن لا يقدر عليه طال حزنه.

وذكر أبو عبد الله القرطبي في تفسيره عند قوله تعالى: {ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالَّتي هي أحسن ... }. أن رجلًا شتم قنبرًا مولى علي بن أبي طالب- رضي الله عنه- فناداه: يا قنبر دع شاتمك، واله عنه ترضي الرحمن وتسقط وتسخط الشيطان، وتعاقب شاتمك، فما عوقب الأحمق بمثل السكوت.

<<  <   >  >>