القردة فجعلت القردة تأتي نسيبها من الإنس فتشم ثيابه وتبكي فيقول: ألم ننهكم! ! فتقول برأسها: نعم).
قال قتادة: صار الشباب قردة، والشيوخ خنازير، فما نجا إلا الذين نهوا وهلك سائرهم.
وقال جمهور أهل التفسير: إن بني إسرائيل افترقت ثلاث فرق وهو الظاهر من الضمائر في الآية فرقة عصت وصادت وكانوا نحو السبعين ألفًا، وفرقة نهت واعتزلت، وكانوا اثنى عشر ألفًا. وفرقة اعتزلت ولم تنه ولم تعص، وأن هذه الفرقة قالت للناهية:(لم تعظون قومًا) - تريد العاصية- (الله مهلكهم أو معذبهم) على غلبة الظن وما عهد من فعل الله- تعالى- حينئذ بالأمم العاصية فقالت الناهية:(معذرة) موعظتنا معذرة إلى الله ولعلهم يتقون.
واختلف المفسرون فيما فعل بالطائفة التي لم تنه ولم تعص.
فقال ابن عباس: هلكت مع الذين ظلموا وهم العاصون، عقوبةً على ترك النهي. (قال أبو عبد الله القرطبي: وهو الظاهر من الآية). (وقال- أيضًا-: ما أدري ما فعل بهم): ألا ترى أنهم كرهوا ما هم عليه وخالفوهم. فقال:{لم تعظون قومًا الله مهلكهم}.
فدل قول ابن عباس- رضي الله عنهما-على أن الله -تعالى-أهلك الطائفة التي لم تعص ولم تنه العاصين لظاهر الآية وأنه- سبحانه- لم ينج سوى الناهين عن السوء الواعظين، فبين سبحانه- في هذه الآية الكريمة: أن الناجين استفادوا النجاة بالنهي عن السوء.
قال الغزالي: ويدل ذلك على الوجوب- أيضًا انتهى.
[فصل- ١٢ - : الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف من أخص أوصاف المنافقين]
وأما قوله- تعالى-: {المنافقون والمنافقات بعضهم مِّن بعضٍ يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم نسوا الله فنسيهم}.