للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فلا تخف في الله لومة لائم، لعلك أن تظفر بالغنائم استعمل الشجاعة في النهي عن المنكر، تنل المطلب الأعلى من الكنز الأكبر، فللَّه در أقوام فهموا معنى الوجود، وتأملوا عين المقصود، واشتغلوا بطاعة الملك المعبود، فقاموا بالأمر بالمعروف من غير قيود.

متنبهين للنهي عن المنكر والخلق رقود، متيقنين للصبر على ما ينالون من الأقوال والأفعال، ملازمين الرضا عن الله في كل الأحوال، قد شمروا لذلك عن سوق العزائم، فسبقوك وأنت في الغفلة نائم.

[فصل -٢١ - : دليل كون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أفضل ما يعين المؤمن على تزكية نفسه ومعالجة ترقيها في الطاعات وتطهرها من الدنس]

قال سفيان الثوري وغيره في قوله -تعالى-: {وقولوا للنَّاس حسنًا} أي مروهم بالمعروف، وانهوهم عن المنكر.

وقال ابن عباس في قوله -تعالى-: {أليس منكم رجلٌ رشيدٌ} أي يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر.

وقال بعض المفسرين في قوله -تعالى-: {لقد منَّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولًا من أنفسهم يتلوا عليهم آياته} يعني القرآن {ويزكيهم} أي يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، لتزكوا أنفسهم وتطهر من الدنس والخبث الذي كانوا متلبسين به في حال شركهم.

[فصل -٢٢ - : الأحاديث الواردة في فضل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر]

وأما الأحاديث الواردة في فضل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأدلة وجوبه وتأكيد استحبابه فكثيرة نورد منها طرفًا يسيرًا سوى ما تقدم وما يأتي من ذلك في أبواب الكتاب والله الموفق للصواب.

<<  <   >  >>