للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإلا خرج للأمر والنهي به كل قادر عليه قريبًا كان أو بعيدًا، ولا يسقط الخروج للأمر والنهي ما دام يبقى على وجه الأرض جاهل بفروض دينه، وهو قادر على أن يسعى إليه بنفسه أو بغيره فيعلمه فرضه.

[فصل - ٣٥ - : في إنكار المنكر أجر عظيم وفي عدم إنكاره الإثم الكبير]

وكما أن في إنكار المنكر (أجر عظيم وثواب جسيم)، فكذلك الإثم الكبير على من تركه عند وجوبه.

وقد سبق في أوائل الكتاب من الآيات الكريمات ما يدل على فضل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وذم تاركه.

ثم يذكرها هنا ما لم يذكر هناك في ذمه وتوعده.

قال الله - تعالى -: {إنَّ الَّذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيَّنَّاه للنَّاس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللَّاعنون}.

(هذا وعيدٌ شديدٌ لمن يكتم ما جاءت به الرسل من الدلالات البينة على المقاصد الصحيحة والهدى النافع للقلوب من بعد ما بينه الله - تعالى - في كتبه التي أنزلها على رسله).

أخبر - سبحانه - (في هذه الآية أن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى ملعونون بلعنة الله أي يتبرأ منه ويبعده من ثوابه).

(واللاعنون الملائكة والمؤمنون، قاله قتادة والربيع).

وقال مجاهد وعكرمة: هم الحشرات والبهائم يصيبهم الجدب بذنوب علماء السوء الكاتمين فقيل: المراد بالذم كل من كتم علمًا من دين الله يحتاج إلى نشره كما هو مفسر في الأحاديث الآتية قريبًا.

<<  <   >  >>