شأنك يا أبا بكر؟ قلت: يا رسول الله بأبي أنت وأمي وأينا لم يعمل سوءًا وإنا لمجزون بما عملنا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما أنت يا أبا بكر والمؤمنون فتجزون بذلك في الدنيا حتى تلقوا الله وليس عليكم ذنوب وأما الآخرون فيجمع ذلك لهم حتى يجزون به يوم القيامة".
فالثواب الوارد لأهل البلاء- في هذه الأحاديث، وفي غيرها- إنما هو منوط بالصبر لا على نفس النصيبة مثل قوله صلى الله عليه وسلم:(من عزى مصابًا فله مثل أجره) أي مثل أجر صبره.
وروى أبو نعيم - بسنده- عن سفيان الثوري، أنه قال: إنما الأجر على قدر الصبر.
وأنشدوا:
إذا ما نابك الأمر ... فكن بالصبر لواذا
وإلا فاتك الأجر ... فلا هذا ولا هذا
وقال الشيخ الإمام عز الدين بن عبد السلام وقد ظن بعض الجهلة أن المصاب مأجور على مصيبته وهذا خطأ صريح، فإن المصائب ليست من كسبه بمباشرة ولا تسبب فمن قتل ولده، أو غصب ماله، أو أصيب ببلاء في جسده فليس هذه المصائب من كسبه ولا تسببه، حتى يؤجر علبها، بل إن صبر عليها كان له أجر الصابرين وإن رضي بها كان له أجر الراضين، ولا يؤجر على نفس المصيبة، لأنها ليست من عمله، وقد قال تعالى:{إنما تجزون ما كنتم تعملون} كيف والمصائب الدنيوية عقوبات على الذنوب، والعقوبة ليست ثوابًا، ويدل على ذلك قوله تعالى:{وما أصابكم من مصيبة فيما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير} انتهى والله أعلم
فصل (٤٢): إذا تحقق المصاب من أن المصيبة بتقدير الله وإرادته هانت عليه والمصاب إذا علم وتحقق أن المصيبة بتقدير الله وإرادته هانت عليه.
قال الله تعالى:{قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون}.