وبسنده، عن الفضيل بن عياض- قدس الله روحه- قال: كان يقال: من أخلاق الأنبياء الأصفياء الأخيار الطاهرة قلوبهم ثلاثة: الحلم والإناة وحظ من قيام الليل.
وروى الأصبهاني وغيره من حديث عائشة مرفوعًا:"وجبت محبة الله على من أغضب فحلم".
وروى ابن أبي الدنيا- بسنده- عن ييحى بن سعيد القطان. قال: قال أبو الدرداء- رضي الله عنه- أدركت الناس ورقًا لا شوك فيه، فأصبحوا شوكًا لا ورق فيه، إن نقدتهم نقدوك، وإن تركتهم لا يتركوك. قالوا: فكيف نصنع؟ قال: تقرضهم من عرضك ليوم فقرك.
وفي الزهد للإمام أحمد- بسنده عن الربيع بن خيثم- رحمة الله عليه- أنه قال: الناس رجلان مؤمن وجاهل، فأما المؤمن فلا تؤذه وأما الجاهل فلا تجاره.
وأنشدوا:
ومن بسط اللسان على سفيه ... كمن دفع السلاح إلى العدو
وروى ابن أبي الدنيا- بسنده- عن عمرو بن العاص- رضي الله عنه- قال: ليس الحليم أن يحلم عمن يحلم عنه، ويجاهل من يجاهله ولكن الحليم من يحلم عمن لا يحلم عنه، ويحلم عمن جاهله.
وروى البيهقي- في الشعب- بسنده، عن قتادة في قوله- تعالى- {ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل} قال: (هذا في الخماشة تكون بين الناس). فأما إن ظلمك فلا تظلمه، وإن حرمك فلا تحرمه، وإن خانك فلا تخنه، وإن فجر بك فلا تفجر به، فإن المؤمن هو الموفي المؤدي، وإن الفاجر هو الخائن الغادر.
والخماشة- ما ليس له أرش معلوم من الجراحات. والله أعلم. وبسند البيهقي، عن الحسن البصري في قوله- تعالى-: {وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا} قال: السلام عليكم على الأرض.