لم يعدل الله ورسوله) ثم قال:(يرحم الله موسى لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر) فقلت: "لا جرم لا أرفع إ ليه بعدها حديثًا).
وفي رواية لأحمد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: (لا يبلغني أحد عن أحد من أصحابي شيئًا فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر)، فأتي رسول الله بمال فقسمه- قال: فمررت برجلين وأحدهما يقول لصاحبه: والله ما أراد محمد بقسمته وجه الله ولا الدار الآخرة. قال فتثبت حتى سمعت ما قالا، ثم أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله إنك قلت لنا: لا يبلغني أحد عن أحد من أصحابي شيئًا وإني مررت بفلان وفلان يقولان كذا وكذا فاحمر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: (دعنا منك فقد أوذي موسى بأكثر من ذلك ثم صبر).
وروى أبو داود قوله:(لايبلغني أحد- إلى قوله: سليم الصدر).
ورواه الترمذي بزيادة عن ذلك.
والرجل المبهم هو معتب بن قشير قاله أبو عبد الله محمد الواقدي والصرف: بكسر الصاد - صبغ أحمر.
وقوله (لا جرم) أي لا نكر ولا نكير بل حق واجب. وقيل معناه: لا محالة ولابد -والله أعلم.
وروى أبو بكر البزار -وأبو الشيخ عبد الله بن محمد الأصبهاني وغيرهما من حديث أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: جاء أعرابي يومًا فطلب من النبي صلى الله عليه وسلم شيئًا فأعطاه، فقال: أحسن إليك؟ فقال الأعرابي: لا ولا أجملت، فغضب المسامون وقاموا إليه، فأشار إليهم أن كفوا ثم قام ودخل منزله وارسل إلى الأعرابي وزاده شيئًا ثم قال: أحسنت إليك؟ قال نعم فجاك الله من أهل وعشيرة خيرًا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم - إنك قلت ما قلت وفي نفس أصحابي من ذلك شيء، فإن أحببت فقل بين أيديهم ماقلت بين يدي حتى يذهب مافي صدورهم