أخو سعد وجرح شفته السفلى، وعمر بن قمئة الليثي جرح وجهه يومئذ، وعبد الله بن شهاب الزهري شجه قي وجه يومئذ).
وكان هؤلاء ومعهم أبي بن خلف تعاهدوا يوم أحد ليقتـ لن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو ليقتـ لن دونه.
(روي عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه- أنه قال بأبي أنت وأمي يا رسول الله، لقد دعا نوح على قومه، فقال:{رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا}.
ولو دعوت علينا مثلها لهلكنا من عند آخرنا فلقد وطئ ظهرك، وادمي وجهك وكسرت رباعيتك فابيت أن تقول إلا خيراً. فقلت: (اللهم أغفر لقومين فإنهم لا يعلمون).
(ففي هذا بيان وقوع الإبتلاء - صلوات الله وسلامه عليهم - ليظهر ما كانوا عليه من الصبر والحلم والعفو والشفقة على قومهمن ودعائهم لهم بالهداية، وينالوا - بذلك جزيل الجر، ولتعرف أممهم وغيرهم ما أصابهم فيتأسوا بهم).
قال القاضي أبو الفضل عياض بن مكوسى - في كتابه الشفا- أنظر مافي هذا القول من جماع الفضل ودرجات الإحسام- وحسن الخلق وكرم النفس وغاية الصبر والحلم، إذ لم يقتصر - صلى الله عليه وسلم -على السكوت عنهم حتى عفار ثم اشفق عليهم ورحمهم ودعا وشفع لهم فقال:(اللهم أغ فر واهد)، ثم أظهر سبب الشفقة والرجمة بقوله "لقومي" ثكم اعتذر عنهم بجهلهم بقوله: (فإنه لا يعلمون). انتهى
وفي الصحيحين، ومسند أحمد من حديث أبي هريرة- رضي الله عنه- قال لما كان يوم حنين آثر سول الله صلى الله عليه وسلم ناسًا من أشراف العرب فآثرهم- يومئذ - في القسمة فقال رجل: والله إن هذه القسمة ما عدل فيها، ولا أريد بها وجه الله، قال فقلت: لأخبرن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فأتيته فأخبرته بما قال، فتغير وجهه حتى كان كالصرف. ثم قال: (فمن يعدل إذا