للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عين الصبر ماء غير آسن، فكان صلى الله عليه وسلم: " اصبر الناس على مايصاب به من الأذى بقيامه في دين الله "- تعالى.

ففي الصحيحين، ومسند أحمد، وسنن ابن ماجه من حديث أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه- قال كأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بحكي نبيًا من الأنبياء -صلوات الله وسلامه عليهم-، ضربه قومه فأدموه، وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول: "اللهم اغفر لقومي، فإنهم لا يعلمون" وفي رواية "اللهم أهد قومي".

قال أبو زكريا النواوي: وهذا النبي المشار إليه من المتقدمين وقد جرى لنبينا صلى الله عليه وسلم نحو هذا يوم أحد.

وفي صحيح مسلم ومسند أحمد، وجامع الترمذي، وسنن ابن ماجه من ديث أنس- رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كسرت رباعيته يوم أحد وشج رأسه فجعل يسلت الدم عن وجهه، ويقول: (كيف يفلح قوم شجوا نبيهم، كسروا رباعيته وهو يدعوهم إلى الله) فأنزل الله عز وجل {لكن الذين اتقوا ربهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نزلا م عند الله وما عند الله \خير للأبرار}

وفي رواية قال: (كيف يفلح قوم فعلوا هذا بنبيهم، وهو يدعوهم إلى ربهم)

وروى البخاري ذكر الشج، والآية في ترجمة باب

والشج: الجرح

(الرباعية) بفتح الراء، وتخفيف الباء الموحدة، والباء المثناة من تحت بوزن ثمانية - هي السن التي بين الثنية والناب من كل جانب (والذي كسر رباعيته صلى الله عليه وسلم هو عتبة بن وقاص

<<  <   >  >>