قال بعض الحكماء: يكفيك من الحاسد أنه يغتم وقت سرورك.
قال بعض العلماء: بارز الحاسد ربه من خمسة أوجه:
أولها: أنه أبغض كل نعمة ظهرت على غيره.
وثانيها: أنه سخط لقسة ربه كأنه يقول: لم قسمت هذه القسمة؟
وثالثها: أنه ضاد فعل الله.
ورابعها: أنه خذل أولياء الله، أو يريد خذلانهم وزوال النعمة عنهم.
وخامسها: أنه أعان عدوه إبليس.
وأنشدوا:
وأظلم أهل الأرض من بات حاسدًا ... لمن بات في نعمائه يتقلب
ولبعضهم:
إن يحسدوك على علاك فإنما ... ناقص الدرجات يحسد من علا
والحسد يثمر للحاسد خمسة أشياء مذمومة:
أولها: إفساد الطاعة، لأنه يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، فواأسفاه على من أوقد نارًا في قلبه وجعل حطبها صالح كسبه لكن من آسره الشيطان وأسكرته الغفلة وانكب على القاذروات جاد بدينه على أعدائه، وقدم على الله فقيرًا حقيرًا مفلسًا ممقوتًا، وذلك مراد الشيطان من أتباعه وأوليائه.
الثاني: فعل المعاصي والشرور لأن الحاسد له ثلاث علامات: يتملق إذا شهد ويغتاب إذا غاب، ويشمت بالمصيبه.
الثالث: التعب والهم من غير قائدة. نفس دائم وعقل هائم وغم لازم.
الرابع: عمى القلب. كما قال بعض السلف: لا تكن حاسدًا تكن سريع الفهم.
الرابع: عمى القلب. كما قال بعض السلف: لا تكن حاسدًا تكن سريع الفهم.
الخامس: الحرمان والخذلان، لأنه لا يكاد يظفر بمراده ولا ينصر على عدوه فكيف يظفر بمراده. ومراده زوال نعم الله- تعالى- عن المؤمنين من عباده وكيف ينتصر على أعدائه وهم المؤمنون أهل النصر والعز. قال تعالى: { ... وكان حقّا علينا نصر المؤمنين}