قال أبو العباس تقي الدين أحمد ابن تيمية- رحمة الله-: وهكذا ينبغي أن يكون فيه وفي الأمر في إقامتها، فإنه متى كان قصده صلاح الرعية والنهي عن المنكرات بجلب المنافع إليهم، ودفع المضار عنهم وأبتغى بذلك وجه الله- تعالى- كانت نية صالحة، وسبب التيسير أسباب الخير عليه وتعظيم حرمته وزيادة هيبته. ويرضى المأمور بالمعروف المنهي عن المنكر والمحدود- غالبًا- إذا قام عليه الحد. فهذه النية كما روي عن عمر بن عبد العزيز- رحمة الله عليه- أنه كان نائبًا للوليد ابن عبد الملك على مدينة النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يلي الخلافة وقد ساسهم سياسة صالحة فقدم"الحجاج" من العراق وقد سامهم سواء العذاب فسأل أهل المدينة عن "عمر" كيف هيبة فيكم؟ قالوا: ما نستطيع أن ننظر إليه، هيبة له. قال: كيف محبتكم له؟ قالوا: هو أحب إلينا من أهلينا.
قال: فكيف أدبه فيكم؟ قالوا: ما بين الثلاثة أسواط إلى العشرة. قال الحجاج: هذه هيبته وهذه محبته وهذا أدابه فهذا أمر من السماء.
وروى أبو عبد الله الحاكم- في تاريخه- بسنده، عن وكيع. قال: سمعت سفيان الثوري يقول: لا يتقي الله أحد إلا اتقاه الناس شاءوا أم أبوا.
وقال عمر بن عبد البر- في كتابه بهجة المجالس- كان يقال: من خاف الله خاف منه كل شيء، ومن لم يخف الله أخافه كل شيء. انتهى.
وقد روى أبو الشيخ بن حيان الأصبهاني- في كتاب الثواب- بسنده، عن وائلة بن الأسقع مرفوعًا:"من خاف الله- عز وجل- خوف الله منه كل شيء، ومن لم يخف الله خوفه الله من كل شيء"
ورواه الحكيم الترمذي ولفظه:"من اتقى الله- عز وجل- أهاب الله منه كل شيء ومن لم يتق الله أهابه الله من كل شئ".
قال الترمذي الحكيم: قال ابن عباس أو غيره: والله لدرة"عمر" كانت أهيب في صدور الناس من سيوف غيره.
وروى الحكيم الترمذي- أيضًا- بسنده عن ابن عمر- رضي الله عنهما- أنه خرج في