وقال- سبحانه لأكرم الخلق عليه، ومظهرًا لأنعمه لديه، ومفصحًا في كتابه الكريم:{وإنك لعلى خلق عظيم}.
فتخصيصه- تعالي- الخلق بالذكر فيه تخصيص عظيم وإرشاد بليغ علي تحصيل ذلك والإتصاف به في كل الأحوال الممدوحة شرعًا.
وفي الصحيحين من حديث أنس بن مالك- رضي الله عنه- قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أحسن الناس خلقًا).
وفيهما، وفي مسند أحمد، وجامع الترمذي من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص- رضي الله عنهما- قال: لم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاحشًا ولا متفحشًا. وكان يقول:(إن من خياركم أحسنكم أخلاقًا).
قال الترمذي: حديث حسن صحيح-.
ورواه ابن أبي الدنيا- بالشطر الأول- كما سيأتي.
ولأحمد عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:(ألا أخبركم بأحبكم إليَّ وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة؟ ) فسكت فأعادتها مرتين أو ثلاثًا. فقال القوم: نعم يا رسول الله. قال: أحسنكم أخلاقًا.
وفي مسند أحمد-أيضًا- من حديث ابن مسعود- رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول:(اللهم كما أحسنت خلقي فحسن خلقي).
وفي صحيح مسلم، وجامع الترمذي من حديث النواس بن سمعانا لكلابي- رضي الله عنه- قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن البر والإثم. فقال: البر حسن الخلق والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس منك".