للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قوله: (إن منكم منفرين) أي عن الجماعات والأمور الإسلامية. وخاطب الكل ولم يعين المطول. كرمًا ولطفًا. وكانت هذه عادته حيث ما كان يخصص العتاب والتأديب بمن يستحقه، حتى لا يحصل الخجل ونحوه على رؤوس الأشهاد. والله أعلم.

ثم ذكر البخاري حديث زيد بن خالد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سأله رجل عن اللقطة. قال: (اعرف وكاءها). أو قال: وعاءها وعفاصها ثم عرفها سنة ثم استمتع بها فإن جاء ربها فأدها إليه. قال فضاله الإبل فغضب حتي احمرت وجنتاه. فقال: "وما لك ولها" الحديث.

رواه مسلم -أيضًا- وغيره.

غضه - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث إنما كان استقصارًا لعلم السائل، وسوء فهمه، إذ لم يراع المعنى المشار إليه، ولم ينتبه له.

ثم ذكر أيضًا حديث أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أشياء كرهها فلما أكثر عليه غضب. ثم قال للناس: (سلوني عما شئتم قال رجل: من أبي؟ قال: أبوك حذيفة) فقام آخر فقال: من أبي يا رسول الله؟ فقال: (أبوك سالم مولى شيبة) فلما رأى (عمر) ما في وجهه. قال: يا رسول الله إنا نتوب إلى الله- عز وجل).

رواه مسلم- أيضًا- وغيره.

وغضبه - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث، لكثرة سؤالهم وإحفائهم في المسألة وفي ذلك إيذاء له.

قال تعالى: { ... وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ... }.

قال تعالى: {غن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة} فلما أكثروا عليه.

قال: سلوني عما شئتم وأخبر بما سألوه.

وفي الصحيحين وغيرهما من حديث عائشة-رضي الله عنها- قالت: قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من سفر وقد سترت سهوة لي بقرام فيه تماثيل فلما رآه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هتكه وتلون

<<  <   >  >>