وروى الإمام أحمد، وأبو يعلى الموصلي، والبزار من حديث عبد الرحمن بن عوف- رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(ثلاث إن كانت لحالفًا عليهن: لا ينقص مال من صدقة فتصدقوا، ولا يعفو عبد عن مظلمة إلا رفعه الله بها عزًا). (وفي رواية إلا زاده الله بها عزًا). وفي لفظ: إلا زاده الله بها عزًا يوم القيامة، ولا يفتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر.
ورواه أحمد- أيضًا- من حديث أبي كبشة سعيد بن عمرو. وقيل عامر الأنماري- رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ثلاث أقسم عليهم وأحدثكم حديثًا فاحفظوه. قال: أما الثلاث التي أقسم عليهن، فإنه ما نقص مال عبد من صدقة، ولا ظلم عبد فصبر عليها إلا زاده بها عزًا) الحديث.
ورواه الطبراني في الأوسط والصغير من حديث أم سلمة وقال فيه:(ولا عفا رجل عن مظلمة إلا زاده الله بها عزًا فاعفو يعزكم الله).
قال العلماء: ففي قوله: (لا يعفو عبد عن مظلمة إلا زاده الله بها عزًا) وجهان:
أحدهما: أنه على ظاهره، فإن من عرف بالعفو والصفح ساد وعظم في القلوب، وزاد عزه وإكرامه.
والثاني: أن المراد أجره في الآخرة وعزه هناك.
وقال النووي: وقد يكون المراد الوجهين معًا في الدنيا وفي الآخرة.
وروى الطبراني، وابن أبي عاصم من حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(إذا وقف الناس للحساب نادى مناد من كان أجره على الله فليقم فليدخل الجنة. ثم ينادي الثانية: من كان أجره على الله فليقم فليدخل الجنة. قالوا: من ذا الذي أجره على الله؟ قال: العافين عن الناس. ثم ينادي الثالثة: من كان أجره على الله فليقم فليدخل الجنة. قال: فيدخلها كذا وكذا بغير حساب). ويصدق هذا الحديث قوله تعالى:{ .. فمن عفا وأصلح فأجره على الله ... }.