للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال العلماء: (معنى الحديث عماد الدين وقوامه النصيحة). كقوله: (الحج عرفة) أي عماده ومعظمه.

والنصيحة فرض على الكفاية فيجزئ فيه من قام به وسقط عن الباقين لأنها محض الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر).

قال أبو عبد الله بن مفلح: وظاهر كلام الإمام أحمد، وأصحابه وجوب النصح للمسلم وإن لم يسأله ذلك، لظاهر الأدلة).

وقال صاحب المستوعب: ومن الواجب موالاة المسلمين والنصيحة لهم وأنشدوا:

من يبلغ عمرو بن هند إيه ... ومن النصيحة كثرة الإنذار

والنصيحة لازمة على قدر الطاقة، إذا علم الناصح أنه يقبل منه نصحه ويطاع أمره وأمن على نفسه المكروه، فإن خشي أذى فهو في سعة.

أما النصيحة لله- تعالى- فمعناها: (إخلاص الاعتقاد في الوحدانية، ونفي الشرك عنه، ووصفه بصفات الكمال، وتنزيهه عن جميع أنواع النقائص، والقيام بطاعته، واجتناب معصيته، والدعاء إلى جميع أوصاف الخير، والحث عليها).

قال الخطابي: وحقيقة هذه الإضافة راجعة إلى العبد في نصحه (نفسه) معاذ الله- تعالى- غني عن نصح الناس).

وستأتي رواية أحمد من حديث أبي أمامة: "أحب ما تعبدني به عبدي إلى النصح لي".

وقال جعفر بن محمد: ما ناصح الله عبد مسلم في نفسه، فأخذ الحق لها وأعطى الحق منها، إلا أعطي خصلتين: رزق من الله بقنع منه، ورضا من الله عنه.

أما النصيحة لكتابه، فالإيمان بأنه كلامه- تعالى- وتنزيله لا يشبهه شيء من كلام

<<  <   >  >>