للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يوم لا ينفع الظالمون معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار}.

وقال -تعالى-: {وكان حقًا علينا نصر المؤمنين}.

أي واجبًا أوجبه -سبحانه- على نفسه.

وقال -تعالى-: {ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين. إنهم لهم المنصورون. وإن جندنا لهم الغالبون}.

وقال -تعالى-: {فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفًا}.

وقال -تعالى-: {أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون}.

وهذا قدر محكم وأمر مبرم أن العاقبة والنصرة للمؤمنين- القائمين بنصرة دين الله -تعالى-.

قال المفسرون: وفي ذلك كله حض على القتال في الله.

والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واستيفاء الحدود وغير ذلك.

ثم أخبر -تعالى- في هذه الآية أنه قوي على نصرهم عزيز لا يغلب. [يغالب] قال عثمان بن عفان -رضي الله عنه-: هذا والله ثناء قبل بلاء. يعني أن الله -تعالى- قد أثنى عليهم قبل أن يحدثوا من الخير ما أحدثوا.

قوله -تعالى-: {الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ... }.

(مكناهم) أي نصرناهم على عدوهم حتى يتمكنوا من البلاد غير مقهورين.

قال المفسرون: في الآية أخذ العهد على من مكنه الله أن يفعل ما رتب على التمكين في الآية.

قال ابن أبي نجيح: المشار إليهم هم الولاة.

وقال الضحاك: هو شرط شرطه الله على من آتاه الملك.

وهذان القولان ضعيفان.

وقيل: إذا طالت بهم المدة وساعدهم العمر لم يستفرغوا أعمارهم في استجلاب

<<  <   >  >>