قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إذا أراد الله بالأمير خيرًا جعل له وزير صدقٍ إن نسي ذكره، وإن ذكر أعانه، وإذا أراد به غير ذلك جعل له وزير سوءٍ، إن نسي لم يذكره وإن ذكر لم يعنه).
ورواه النسائي ولفظه: من ولي منكم (عملًا)(فأراد الله به خيرًا جعل له وزيرًا صالحًا إن نسي ذكره وإن ذكر أعانه).
قال الإمام أحمد: لا نزال بخير ما كان في الناس من ينكر علينا، وما ذاك إلا لأن صلاح العباد والبلاد في طاعة الله ورسوله ولا يتم ذلك إلا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبه صارت هذه الأمة خير أمة.
وكان شغل الصحابة والتابعين في خمسة: قراءة القرآن، وعمارة المساجد، وذكر الله - تعالى - والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وذلك لما سمعوه من قوله - صلى الله عليه وسلم -: (كل كلام ابن آدم عليه لا له إلا أمرًا بمعروفٍ، أو نهيًا عن منكرٍ، أو ذكر الله - تعالى -).
قال أبو زكريا النواوي - رحمه الله - تعالى -: ينبغي لطالب الآخرة، الساعي في تحصيل رضى الله - تعالى - عنه، أن يعتني بهذا الباب، فإن نفعه عظيم لا سيما وقد ذهب معظمه وأن يخلص نيته، ولا يهابن من بنكر عليه، لارتفاع مرتبته، فإن الله - تعالى - قال {ولينصرن الله من ينصره}. وقال:{ومن يعتصم بالله فقد هدى إلى صراط مستقيم}. وقال:{والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا}. انتهى.
وقال حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه -: أعجب من هذا أن معروفكم منكر زمان مضى، وأن منكركم معروف زمان أتى، وإنكم لن تزالوا بخير ما عرفتم الحق.