للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معاوية سدد خطاكم أم عمر بن عبد العزيز - رحمه الله -؟

إن عمر بن عبد العزيز من أئمة الهدى ومن المجددين، واعتُبِرَ خامسُ الخلفاء الراشدين؛ لأنه سار على نهجهم في سيرتهم مع الرعية والخلافة وطريقة العيش وغيرها من الأمور، لكن هذا لا يعني أن نفضل عمر بن عبد العزيز على معاوية سدد خطاكم، فمعاوية سدد خطاكم صحابي جليل القدر والمنزلة رأى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وصافحت يدُه يدَ النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -.

وعن رباح بن الجراح الموصلي قال: سمعت رجلا يسأل المعافى بن عمران، فقال: «يا أبا مسعود أيْش عمر بن عبد العزيز من معاوية بن أبي سفيان؟». فغضب من ذلك غضبًا شديدًا وقال: «لا يقاس بأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أحد، معاويةُ صاحبُه، وصِهْره، وكاتبُه وأمينُه على وحي الله - عز وجل -».

وسئل المعافى بن عمران أيضًا: «معاوية أفضل أو عمر بن عبد العزيز؟»، فقال: «كان معاوية أفضل من ستمائة مثل عمر بن عبد العزيز».

وسُئل عبد الله بن المبارك: «أيهما أفضل: معاوية بن أبي سفيان أم عمر بن عبدالعزيز؟»، فقال: «والله إن الغبار الذي دخل في أنف معاوية مع رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أفضل من عمر بألف مرة. صلى معاوية خلف رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، فقال: «سمع الله لمن حمده»، فقال معاوية: «ربنا ولك الحمد»، فما بعد هذا؟».

ومعلوم أن (سمع) بمعنى استجاب، فمعاوية حصل له هذا الفضل وهو الصلاة خلف رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، والرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - قال: «سمع الله لمن حمده»، ومعاوية - رضي الله عنه - كان ممن يصلي وراءه ويقول: «ربنا ولك الحمد».

وعن أبي بكر المروذي قال: قلت لأبي عبد الله (أي الإمام أحمد بن حنبل): «أيهما أفضل: معاوية أو عمر بن عبد العزيز؟»، فقال: «معاوية أفضل، لسنا نقيس

<<  <  ج: ص:  >  >>