للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما أحوجنا لمثل هذا النقي.

فالأنقياء لا يعرفون الانتقام ولا التشفي، ويتجاوزون عن الهفوات والأخطاء.

الأنقياء: يتثبتون ولا يتسرعون.

الأنقياء: سليمة قلوبهم نقية صدورهم.

الأنقياء: يحبون العفو والصفح وإن كان الحق معهم.

الأنقياء: ألسنتهم نظيفة فلا يسبون ولا يشتمون.

الأنقياء: صفاء في السريرة ونقاء في السيرة.

دعاؤهم: اللهم قنا شح أنفسنا، اللهم قنا شح أنفسنا، {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٩)} (الحشر: ٩).

لماذا الحديث عن الأنقياء؟ ولماذا الحديث عن سلامة الصدر؟

لقد خُلِقْنا لعبادة الله ومرضاته، وطلبًا لجنات الفردوس، فلا يجوز لمن كان هذا هو هدفه ومقصده من هذه الدنيا أن يغفل عن قلبه؛ فيطلق لهذه المضغة العنان في البغضاء والشحناء، والحَمْل على الآخرين والانتقام والتَشَفّي.

سلامة الصدر وتنقية القلب مطلب عزيز:

اعلم أن سلامة الصدر وتنقية القلب مطلب عزيز، والحرص عليه واجب، وبذل الأسباب إليه وسلوك طريقه مُتَعَيَّن، ولكن لا تنس أن الناس بشر وأن النفس ضعيفة، فلا بد من الخطأ ولا بد للنفس أن تتأثر، فتنبه لهذا وعامل الآخرين بحسبه. ولهذا يقول سعيد بن المسيب - رحمه الله -: «إنه ليس من شريف ولا عالم ولا ذي فضل إلا وفيه عيب، ولكن من الناس من لا ينبغي أن تذكر عيوبه، ومن كان فضله أكثر من نقصه وهب نقصه لفضله».

سامِحْ أخاكَ إذا خلطْ ... مِنه الإصابةُ والغلطْ

وتجافَ عن تعنِيفِهِ ... إنْ زاغَ يومًا أو قَسَطْ

<<  <  ج: ص:  >  >>